راديو

السعودية: تصريحات رئيس وزراء إسرائيل عن حل الدولتين تطور إيجابي... فما إمكانية تحقيق ذلك وما العوائق

فيما يخص القضية الفلسطينية ومسألة حل الدولتين، قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إن "تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير ‏لابيد، بشأن حل الدولتين إيجابي إذا تُرجم لأفعال".
Sputnik
وأضاف أنه "لابد من أن يكون هناك حوار مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتحقيق السلام، فقد طرحت المملكة العربية السعودية مبادرة السلام العربي في عام 2002، كما أنها تدعم مساعي السلام منذ زمن طويل"، وأشار إلى أنه إذا كانت تصريحات لابيد جادة فهذا تطور إيجابي".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، أكد في كلمته في الأمم المتحدة، أنه "رغم وجود عوائق إلا أن إبرام اتفاق مع الفلسطينيين يقوم على حل (إقامة) دولتين لشعبين هو الخيار الصائب لأمن إسرائيل واقتصادها ولمستقبل أولادها".

في هذا الصدد، قال المحلل السياسي الدكتور عبدالله العساف إن "تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن حل الدولتين يعد أول تصريح علني من قبل مسئول كبير بمكانة -يائير لابيد- بأن الحل الوحيد هو حل الدولتين، وهو ما يعد تطوراً إيجابياً".

وعلل العساف ذلك قائلا: "لأن مقترح حل الدولتين كان يواجه صعوبات كبيرة جداً، ليس فقط لدي إسرائيل وحتى لدى بعض الفلسطينيين، أما الإسرائيليين فكانوا أكثر تشدداً في مسألة رفض هذا الحل أو المقترح".
وتابع: "ولكن اليوم يرى الإسرائيليون أن هذا هو الحل الأنسب والأقل كلفة والأكثر فائدة لكل الأطراف والأقل مشاكل"، مضيفاً أنه "ربما توجد بعض العقبات أو المشاكل، فمن المتوقع ألا تقبل إسرائيل بالطرح العربي كما هو، فإسرائيل لديها وجهة نظر وقد تضع بعض العراقيل في قضية الإشراف على المعابر والحدود ومسألة الإشراف داخل الدولة الفلسطينية الوليدة وهذا يتعارض مع سيادة الدول".

لذلك يؤكد المحلل السياسي على وجوب "أن يكون لدى فلسطين دولة كاملة السيادة على أرضها وعلى حدودها دون تدخل مباشر من إسرائيل، أما بالنسبة للمعابر والحدود فيمكن التوصل لتفاهمات بينهما".

وأشار إلى أن "العوائق التي يمكن أن تقف حائلاً أمام هذا الأمر أولها أن هناك تيارا كبيرا جداً يرفض قضية حل الدولتين ويرى أن هذه أرض إسرائيلية غير قابلة للتفاوض، وأن الفلسطينيين لا حق لهم".
ويرى أن هذا هو التيار الأعلى صوتاً والأقوى، ولكن بعد التحولات الجيواسترايجية التي تحصل اليوم في العالم والمنطقة ورغبة الإدارات الإسرائيلية مؤخراً في أن تندمج في المنطقة وتعيش كدولة مقبولة فهي تحاول تقديم هذا المقترح.

ويضيف: "كما أن المشكلة الأمنية واحدة من أهم العقبات، فمن الذي سيشرف على المعابر والحدود، إسرائيل أم من؟ فهذه تحديات كبيرة لذلك هى تريد أن تفرض سيطرتها وسلطتها على هذه الأمور مما سيعيق إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فلابد من النظر في هذه الأمور جميعها حتى يتحقق حل الدولتين".

على جانبٍ أخر، قال الخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور ناجي شكري الظاظا: "إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي -يائير لابيد- ليس لها رصيد على أرض الواقع فهذه الحكومة التي يديرها والإئتلاف الذي ينتمي إليه بمعنى الكتلة البرلمانية التي يذهب باتجاه العمل معها في الانتخابات المقبلة مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) هي كتلة في أغلبها يمينية، واليمين لا يؤمن بحل الدولتين على الإطلاق".
وأضاف: "الحديث عن حل الدولتين حتى لدى الإدارة الأمريكية ليس لديه رصيد واقعي، بمعنى آخر، لا توجد مبادرة معينة ولا يوجد حديث عن العودة للمفاوضات مع السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير الفلسطينية".

ويخلص الظاظا من ذلك إلى أن تلك التصريحات "لا يمكن البناء عليها، فهذه التصريحات لا تتبنى المبادرة العربية للسلام التي أطلقت في عام 2003، وبالتالي لا يوجد حديث جدي عن مسألة حل الدولتين وإنما هو جزء من الدعاية الانتخابية التي يحاول من خلالها لابيد أن يستميل جزءا من اليسار ويسار الوسط الإسرائيلي الذي هو جزء من كتلته ولكن الكتلة الأكبر التي يأمل تشكيلها في الانتخابات القادمة هي أكثر يمينية".

وأوضح أن "المجتمع الدولي يحمي بدوره إسرائيل ويمنع أي تطبيق حقيقي للقرارات الدولية، فالمجتمع الدولي الذي يضم الأمم المتحدة و مجلس الأمن، فكان هناك قرارات واجبة النفاذ لصالح الشعب الفلسطيني لم تنفذ ويجب على إسرائيل أن تتحمل مسئولياتها تجاه ما يحدث مع الفلسطينيين، فالمجتمع الدولي يوفر غطاء للممارسات الإسرائيلية وهذا كله يأتي تحت المظلة الأمريكية".
يمكنكم متابعة المزيد من خلال برنامج بوضوح
إعداد وتقديم: نوران عطاالله
مناقشة