وقال غروندبرغ، في تصريحات مع قناة الجزيرة، إن "الأمم المتحدة تنتظر رد الأطراف اليمنية على مقترحنا"، مشددا على ضرورة وجود مقاربة بناءة بين الجميع.
وأضاف: "الهدنة كانت إنجازا كبيرا، ونأمل الوصول إلى حل نهائي ووقف إطلاق نار دائم ينهي الحرب في اليمن"، متابعا: "لا يمكن أن نصل إلى نتائج إن لم تكن هناك إرادة سياسية من الأطراف اليمنية وهذا ضروري للنجاح".
وكان رئيس المجلس الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، أكد الموافقة على تمديد هدنة الأمم المتحدة والتي تنتهي في غضون أيام، مشترطا فتح الطرق التي تغلقها "أنصار الله" في محافظة تعز، واصفا وقف إطلاق النار المؤقت بالفرصة التاريخية لتحقيق السلام.
من جهتها، جددت جماعة "أنصار الله"، "تمسكها بضرورة رفع التحالف العربي بقيادة السعودية، القيود التي يفرضها على المطارات والموانئ اليمنية، ودفع رواتب كافة الموظفين الحكوميين، مقابل تمديد هدنة الأمم المتحدة".
وقال المجلس السياسي الأعلى المشكل من "أنصار الله"، خلال اجتماع عقده برئاسة رئيسه مهدي المشاط، إنه "سيدرس كل ما قدّم أو سيُقدم للمجلس بشأن الهدنة وسيتخذ القرار المناسب إزاءه، بما يلبي حجم التضحيات ويخدم المصلحة الوطنية العليا ويحافظ على المكتسبات ويخفف من معاناة أبناء الشعب اليمني"، حسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وأعلن هانس غروندبرغ في الثاني من أغسطس/ آب الماضي، اتفاق الحكومة اليمنية و"أنصار الله" على تمديد الهدنة في البلاد، للمرة الثانية لمدة شهرين إضافيين تنتهي في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مشددا على التزام الطرفين بتكثيف المفاوضات.
يذكر أن بنود الهدنة السارية في اليمن منذ الثاني من أبريل/ نيسان الماضي، تتضمن إيقاف العمليات العسكرية الهجومية برا وبحرا وجوا داخل اليمن وعبر حدوده، مع تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غربي اليمن، خلال كل شهرين.
وتسمح الهدنة برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعيا، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في محافظة تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
ويشهد اليمن منذ نحو 8 أعوام معارك عنيفة بين "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 % منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.