وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني وحيد جليل زادة، إن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان يرغب بشدة أثناء لقائه مع الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي، في التفاوض بشأن الملف النووي وكان يحمل رسائل أيضا، وكان يقول إنه إذا اتبعت إيران بعض الأساليب، فهم بإمكانهم أن يرضوا الجانب الأمريكي بإحياء الاتفاق النووي"، حسب قناة االعالم الإيرانية.
وأوضح جليل زادة، أن "الرئيس الأيراني أكد أثناء لقائه مع ماكرون أن التضرر مرة واحدة من الاتفاق النووي يكفي، ولا تطلبوا منا أن نتضرر ثانية"، مبينا أنه أكد "بحزم أثناء لقاءاته أن إيران لن تتراجع عن مسألة الضمانات التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضاف المسؤول البرلماني، أن "الرئيس السويسري إغناسيو كاسيس أيضا حمل رسالة أمريكية لعقد لقاء ثنائي مع إيران، لكن الرئيس الإيراني قال إن طهران لم تنتفع من اللقاءات الثنائية الماضية وأن الأمريكيين يريدون التفاوض من أجل التفاوض في وقت يفرضون الحظر تلو الحظر على الاشخاص الحقيقيين والحقوقيين في إيران".
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قال في وقت سابق اليوم إن بلاده تلقت خلال الأيام الأخيرة رسالة من المسؤولين في واشنطن تفيد بحسن نيتهم ورغبتهم في التوصل لحل بشأن إحياء الاتفاق النووي.
جاء هذا في تصريحات أدلى بها عبد اللهيان لوكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وصرح عبد اللهيان بأن الأمريكيين بعثوا خلال الأيام الأخيرة رسالة بشأن رغبتهم في التوصل إلى اتفاق نووي جديد، موضحا أن رد طهران هو أن إحياء الاتفاق النووي مرهون بحسن النوايا من جانب واشنطن.
وأضاف أن المسؤولين الإيرانيين أجروا خلال وجودهم في نيويورك مباحثات مع ممثلي الاتحاد الأوروبي والدول المعنية بمفاوضات الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن تلك اللقاءات خلال اليومين الماضيين تناولت إلغاء الحظر على إيران.
وذكر وزير الخارجية الإيراني أن تلك المباحثات أوضحت الحاجة إلى "إرادة حاسمة من أجل التوصل إلى اتفاق، وفي الواقع يتعين على الطرف الأمريكي التحلي بالشجاعة لاتخاذ القرار الذي سيتيح لنا الحديث عن الحصول على اتفاق جيد وسليم ومتقن".
هذا وتعثرت المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي، بعد نحو عام ونصف من انطلاقها بسبب عدم اتفاق الولايات المتحدة وإيران على النص النهائي للاتفاق الذي قدمه الوسيط الأوروبي.
وتطالب إيران بإغلاق ملف "الادعاءات" للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن العثور على آثار مواد نووية في ثلاثة مواقع إيرانية غير معلنة؛ تندرج ضمن مسألة الضمانات، التي تطالب بها طهران لضمان استمرارية الاتفاق.
في المقابل، اعتبرت الولايات المتحدة أن رد طهران على المسودة الأوروبية لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 (بين إيران من جهة، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا من جهة أخرى)، لم يكن "بناءً".
وفي 4 آب/أغسطس الماضي، استؤنفت في فيينا، عملية التفاوض لإعادة إحياء الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي؛ وشهدت مشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة الأميركية.
وتتناول مسودة الاتفاق خفض العقوبات عن إيران؛ مقابل الخطوات النووية اللازمة لإعادة الاتفاق النووي الإيراني، إلى "المسار الصحيح".
وانسحبت الولايات المتحدة بشكل أحادي من الاتفاق، في أيار/مايو 2018، وأعادت فرض العقوبات الاقتصادية على إيران؛ وردت طهران بالتخلي عن بعض القيود المفروضة على نشاطها النووي، المنصوص عليها في الاتفاق