المبعوث الأممي إلى اليمن: نقف عند مفترق الطرق حيث بات خطر العودة إلى الحرب حقيقي

دعا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الثلاثاء، الأطراف اليمنية إلى تمديد الهدنة السارية في اليمن منذ أبريل/ نيسان الماضي لفترات أطول، مشدداً على ضرورة إتاحة فرصة لإحراز تقدم نحو مفاوضات سياسية.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. وقال مكتب المبعوث الأممي في بيان، عبر موقعه في ختام زيارته إلى السعودية وعمان، إن "غروندبرغ شدد في جميع محادثاته، على أهمية التمديد لفترات زمنية أطول لإتاحة الفرصة أمام اليمنيين لإحراز تقدم على نطاق أوسع يستوعب الأولويات ويوفر مساحة للإعداد للتوجه نحو مفاوضات سياسية شاملة، بما في ذلك وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني".
ونقل البيان عن المبعوث الأممي، القول: "نحن نقف عند مفترق الطرق حيث بات خطر العودة إلى الحرب حقيقي، أدعو الأطراف إلى اختيار النهج البديل الذي يعطي الأولوية لاحتياجات الشعب اليمني".
قتلى وجرحى إثر اشتباكات بين القوات اليمنية المشتركة و"أنصار الله" في الحديدة
ووفقاً للبيان، فإن "غروندبرغ أطلع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي، خلال لقائه في مدينة الرياض، يوم الاثنين الماضي، على الجهود الجارية لتنفيذ وتمديد الهدنة، وتمت مناقشة مقترح الهدنة الذي قدمته الأمم المتحدة".
وذكر أن "المبعوث الخاص التقى خلال زيارته للرياض بكبار المسؤولين السعوديين الذين أعربوا عن دعم المملكة العربية السعودية القوي لجهود الأمم المتحدة لتمديد الهدنة في اليمن من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وتسوية سياسية دائمة".
وأشار إلى "أن غروندبرغ أشاد خلال لقائه يوم الثلاثاء الماضي في مدينة مسقط بوزير خارجية سلطنة عمان، بدر البوسعيدي وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، بدور سلطنة عُمان الحيوي لدعم جهود الأمم المتحدة".
وأكد البيان الأممي "أن غروندبرغ ناقش في مسقط مع كبير مفاوضي أنصار الله، مقترح الأمم المتحدة لتمديد الاتفاقية وتوسيعها إلى ما بعد من 2 أكتوبر 2022".
وتأتي التحركات المكثفة للمبعوث الأممي بهدف تمديد وتوسيع الهدنة في اليمن، قبيل أيام من انتهائها يوم الأحد المقبل، في ظل اشتراط جماعة "أنصار الله" دفع الحكومة اليمنية رواتب الموظفين العموميين في مناطقها من عائدات النفط والغاز المنتج من مناطق سيطرة الحكومة، ورفع القيود التي يفرضها التحالف العربي بقيادة السعودية، على مطار صنعاء وموانئ الحديدة التي تديرها الجماعة، مقابل التمديد للهدنة.
وفي الثاني من أغسطس/ آب الماضي، أعلن غروندبرغ، اتفاق الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" على تمديد الهدنة في اليمن، للمرة الثانية لمدة شهرين إضافيين تنتهي في الثاني من أكتوبر المقبل، مؤكداً التزام الطرفين بتكثيف المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة موسَّع في أسرع وقت ممكن.
اليمن..."أنصار الله" تحذر الشركات النفطية الأجنبية من استمرار عملياتها حال عدم تمديد الهدنة
وتتضمن بنود الهدنة الأممية التي تشارف على الانتهاء، إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن، خلال كل شهرين، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار من 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة