راديو

بغداد تؤكد استعدادها لاستضافة جولة محادثات جديدة بين طهران والرياض

أكّد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، استعداد بلاده "لاستضافة جولة جديدة من المحادثات بين السعودية وإيران".
Sputnik
الوزير حسين دعا البلدين إلى "العودة إلى العلاقات الطبيعية" وإعادة فتح سفارتيهما، وتأتي هذه الخطوة بعد عدة جولات من المحادثات كانت رعتها الحكومة العراقية، ووصلت إلى تطمينات من الطرفين تؤكد على اهتمامهما برأب الصدع وإصلاح ذات البين بما يخدم البلدين والاستقرار في المنطقة.
قال الخبير بالشأن الإقليمي والباحث بالشأن الإيراني إبراهيم حمدي شير في حديثه لـ "سبوتنيك":

"حسب المعلومات، بالحقيقة، هذا الأمر متفق عليه في وقت سابق ولكن أتى مصادفة في هذا التوقيت. إفرازات هذا الحوار قد يكون لها منعكسات إيجابية وسلبية على الساحة الداخلية العراقية لعدة اعتبارات. الآن يجب أن تكون هناك خطوات حسن نية من جانب السعودية وفي حال فشل هذا الحوار كما يتوقع البعض، فإن الأمور لن تعود إلى نقطة البداية لأن المنطق في عالم السياسة يقول إنها تعود إلى النقطة التي توقفت عندها وليس العودة إلى نقطة الصفر، يمكن أن نشهد بعض الجفاء وبعض الأزمات البسيطة ولكن لاعودة للوراء.

وأضاف حمدي شير: "بالمحصلة كل الأطراف الإقليمية والدولية تحتاج إلى هذا الحوار في الوقت الحالي والسعودية نفسها تحتاجه كون الاتفاق النووي وصل إلى مراحله الأخيرة، وبالتالي هي من يحتاج إلى هذا الاتفاق. المسؤولون الإيرانيون تحدثوا أنه من الممكن عودة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية ولكن هذا يتوقف على الخطوات من الجانب السعودي وعلى الإفرازات التي سوف تنتج عن هذه الجولة، وقد نشهد توقفا لعدة أشهر أخرى وهذا سينعكس سلباً على السعودية لسبب مهم يكمن في أن الاتفاق النووي لن يحتاج إلى أشهر للتوقيع وإنما لفترة قصيرة".
من جانبه، الخبير الأمني الاستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي، قال:

"لا شك أن تحقيق الأمن الإقليمي يقتضي أن يكون هناك توافقاً إقليمياً وتسوية للخلافات بين إيران والسعودية على اعتبار أن هذه الدول لها تأثير في أمن الطاقة والتوازنات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، سيّما فيما يتعلق بالتقاطعات الإيديولوجية. منذ اجتياج الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت، اهتز الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وأصبح هناك ضرورة لإيجاد أمن إقليمي ضامن لتحديد أو تقويض التدخل الدولي وتحديداً تدخل الولايات المتحدة في المنطقة لأنها استثمرت قضية اجتياح الكويت استثمارا كبيراً جداً واستطاعت أن تتغلغل في المنظومة الخليجية، وتحديداً أن تقيد السعودية بشكل كبير. وكان الخطأ الاستراتيجي الذي وقع فيه صدام أدى إلى تراجع دور المملكة العربية السعودية التي هي ضامن لأمن الخليج وأمن مصر، وإضعاف دور السعودية سيجعل المنطقة هشة وفيها ثغرات تسمح للتوازنات الدولية بالتغلل إلى المنطقة، وبالتالي تسوية الخلاف بين السعودية وإيران مهم جداً بما يضمن تحقق الأمن والتكامل الإقليمي يؤدي إلى تحقيق الأمن الإقليمي والاستقرار السياسي".

التفاصيل في التسجيل الصوتي...
مناقشة