"حسب المعلومات، بالحقيقة، هذا الأمر متفق عليه في وقت سابق ولكن أتى مصادفة في هذا التوقيت. إفرازات هذا الحوار قد يكون لها منعكسات إيجابية وسلبية على الساحة الداخلية العراقية لعدة اعتبارات. الآن يجب أن تكون هناك خطوات حسن نية من جانب السعودية وفي حال فشل هذا الحوار كما يتوقع البعض، فإن الأمور لن تعود إلى نقطة البداية لأن المنطق في عالم السياسة يقول إنها تعود إلى النقطة التي توقفت عندها وليس العودة إلى نقطة الصفر، يمكن أن نشهد بعض الجفاء وبعض الأزمات البسيطة ولكن لاعودة للوراء.
"لا شك أن تحقيق الأمن الإقليمي يقتضي أن يكون هناك توافقاً إقليمياً وتسوية للخلافات بين إيران والسعودية على اعتبار أن هذه الدول لها تأثير في أمن الطاقة والتوازنات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، سيّما فيما يتعلق بالتقاطعات الإيديولوجية. منذ اجتياج الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت، اهتز الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وأصبح هناك ضرورة لإيجاد أمن إقليمي ضامن لتحديد أو تقويض التدخل الدولي وتحديداً تدخل الولايات المتحدة في المنطقة لأنها استثمرت قضية اجتياح الكويت استثمارا كبيراً جداً واستطاعت أن تتغلغل في المنظومة الخليجية، وتحديداً أن تقيد السعودية بشكل كبير. وكان الخطأ الاستراتيجي الذي وقع فيه صدام أدى إلى تراجع دور المملكة العربية السعودية التي هي ضامن لأمن الخليج وأمن مصر، وإضعاف دور السعودية سيجعل المنطقة هشة وفيها ثغرات تسمح للتوازنات الدولية بالتغلل إلى المنطقة، وبالتالي تسوية الخلاف بين السعودية وإيران مهم جداً بما يضمن تحقق الأمن والتكامل الإقليمي يؤدي إلى تحقيق الأمن الإقليمي والاستقرار السياسي".