لماذا ستظل علاقة الهند وروسيا وطيدة واستراتيجية على المدى البعيد رغم ضغوط الغرب؟

قال محللون إن الهند بحاجة إلى روسيا، وإن الصداقة طويلة الأمد بين البلدين لن تتلاشى في أي وقت قريب، ويمكن للعلاقات بين البلدين أن تتعمق على مدار عقود قادمة، رغم الضغوط الغربية لتحويل مسار هذه الروابط.
Sputnik
ذكر هارش بانت، نائب رئيس قسم الدراسات والسياسة الخارجية في "أوبزرفير ريسيرش"، وهي مؤسسة فكرية مقرها دلهي: "الهند في وضع فريد حيث تحتاج إلى روسيا على المدى القصير للتعامل مع الصين"، بحسب تقرير لشبكة "سي إن بي سي".
وأضاف بانت أن الهند تحتاج إلى الغرب على المدى الطويل في التعامل مع علاقاتها مع الصين، مشيرا إلى الأخيرة باعتبارها "أهم منافس استراتيجي للهند".
كيف تعوض آسيا روسيا عن التجارة مع أوروبا وتثبت فشل العقوبات الغربية؟
دخلت الصين والهند في نزاع حدودي منذ عامين في جبال الهيمالايا، على الرغم من أن القوات من كلا الجانبين بدأت مؤخرا في فك الارتباط. لكن كلاهما لا يزال لديه آلاف الجنود مصطفين على طول حدود مناطق الأمر الواقع، والمعروفة باسم خط السيطرة الفعلية.
من جانبه قال ريموند فيكري، كبير الباحثين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن مستقبل العلاقات بين الصين والهند سيكون صعبا، مضيفا: "بالإضافة إلى ذلك، هناك مبادرة الحزام والطريق بأكملها، والتي صممت حقا لمنح الصين السيطرة على المحيطين الهندي والهادئ في نهاية المطاف".
مبادرة الحزام والطريق هي برنامج الصين الطموح لبناء بنية تحتية مادية ورقمية لربط مئات البلدان من آسيا بالشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا. يعتبر النقاد أن السياسة الخارجية المميزة للرئيس الصيني شي جين بينغ هي توسيع النفوذ العالمي لبلاده.
من جهته قال سمير لالواني، الخبير البارز في معهد الولايات المتحدة للسلام: "تحصل الهند على الجزء الأكبر من الأسلحة التقليدية من روسيا، ما يعني أنها تعتمد بشكل كبير على روسيا لدعم القوة بما في ذلك قطع الغيار والصيانة والتحديث لسنوات".
وفقا لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، كانت الهند أكبر مستورد للأسلحة الروسية من 2017 إلى 2021، وشكلت المعدات الروسية 46% من واردات الهند من الأسلحة.
على الرغم من أنها بعيدة كل البعد عن نسبة 80% خلال الحرب الباردة، إلا أنها لا تزال تعكس "اعتماد الهند الكبير" على روسيا، كما قال بانت، لا سيما بالنظر إلى أن التوترات بين الهند والصين "نشطة للغاية".
مودي: الهند مهتمة بتعزيز الشراكة مع روسيا خاصة في مجال الطاقة
وأضاف أن "روسيا تظل أهم شريك (عسكري) للهند". زادت الهند مشترياتها من النفط الروسي في أعقاب انطلاق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، في الوقت الذي سارع فيه الغرب إلى فرض العقوبات والضغط على دول العالم للابتعاد عن موسكو.
ويرى لالواني أيضا أن صداقة الهند طويلة الأمد مع روسيا لن تختفي في أي وقت قريب، وذلك بفضل اعتمادها العسكري على موسكو.
وقال المحلل: "حتى في الوقت الذي تسعى فيه الهند إلى توطين قدراتها الدفاعية بشكل أكبر، في ظل غياب إصلاح مذهل وباهظ من الناحية المالية لهيكل قوتها، فإنها ستستمر في الاعتماد على الأسلحة والذخائر والمكونات الفرعية الروسية لعقود".
وأضاف أن صادرات الهند من صواريخ "كروز" إلى دول جنوب شرق آسيا لا يمكن أن تعمل دون أنظمة الدفع الروسية. وتابع: "حتى لو كانت العلاقة العسكرية بين الهند وروسيا في حالة انحدار، فإنها ستستمر لعقود".
مناقشة