القاهرة - سبوتنيك. وقالت اللجنة الاقتصادية العليا التابعة لـ "أنصار الله"، في بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في نسختها التي تديرها الجماعة، إن "رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، أصدر توجيهات لتحرير المخاطبات الرسمية النهائية لكل الشركات والكيانات ذات العلاقة بنهب الثروات السيادية اليمنية، للتوقف الكامل عن عمليات النهب".
وأضافت أنها "تعكف حالياً بالتنسيق مع الجهات المختصة، على تحرير تلك المخاطبات التي تتضمن إشعار كل الشركات والكيانات، بأن عليها التوقف بشكل نهائي عن نهب الثروات اليمنية السيادية، ابتداء من الساعة السادسة من مساء غدٍ الأحد بتوقيت العاصمة صنعاء"، محملةً إياها "المسؤولية الكاملة في حال عدم الالتزام".
وذكرت أن "المخاطبات التي ستوجه للشركات والكيانات المتورطة بنهب الثروة اليمنية، ستستند إلى النصوص الدستورية والقوانين اليمنية النافذة، ومواثيق ومعاهدات الأمم المتحدة، وعلى رأسها المادة رقم (19) من الدستور اليمني، التي تلزم الدولة وجميع أفراد المجتمع بحماية وصون الثروات الوطنية".
وأكدت اللجنة الاقتصادية العليا التابعة لـ "أنصار الله"، "الاحتفاظ بالحق القانوني للتعامل مع كل عمليات النهب للثروة اليمنية التي تمت قبل 2 أكتوبر/ تشرين الأول" على حد تعبيرها، مشيرةً إلى "رصدها بدقة خلال الفترات الماضية".
ويوم الاثنين الماضي، حذرت "أنصار الله"، الشركات النفطية العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، من استمرار عملياتها، مشترطةً استخدام العائدات في دفع رواتب الموظفين الحكوميين بمناطق الجماعة، وذلك بعد أيام من توجيه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، يوم الثلاثاء الماضي، اتهاماً للتحالف العربي بقيادة السعودية، بنهب النفط اليمني، محذراً الشركات من "التواطؤ معه".
وتتمسك "أنصار الله" بشرط دفع الحكومة رواتب الموظفين العموميين في مناطق الجماعة من إيرادات النفط الخام والغاز المنتج في مناطق سيطرة القوات الحكومية، ورفع التحالف العربي القيود التي يفرضها على الموانئ والمطارات التي تديرها "أنصار الله"، مقابل الموافقة على تمديد الهدنة.
وفي الثاني من أغسطس/ آب الماضي، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، اتفاق الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" على تمديد الهدنة في اليمن، للمرة الثانية لمدة شهرين إضافيين تنتهي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مؤكداً التزام الطرفين بتكثيف المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة موسَّع في أسرع وقت ممكن.
وتتضمن بنود الهدنة الأممية التي تشارف على الانتهاء، إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن، خلال كل شهرين، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار من 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.