وذكرت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، أنه "خلال الأسابيع الأخيرة جرت مفاوضات مكثفة عبر وساطة إحدى دول المنطقة بشأن الإفراج المتزامن عن سجناء إيرانيين وأمريكيين، كما أن موارد نقد أجنبي تقدر بمليارات الدولارات محجوبة عن بلادنا على وشك الإفراج عنها في هذا الإطار".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قد أكد، في 17 أغسطس/آب الماضي أن بلاده جاهزة للتنفيذ الفوري لأي اتفاق يجري التوصل إليه مع الولايات المتحدة بشأن عودة المعتقلين إلى وطنهم.
وتجري المفاوضات، بين طهران وواشنطن، بشأن تبادل السجناء منذ عدة سنوات. ومع ذلك، كانت أكثر الاتصالات فعالية حول هذه المسألة، في فترة العام ونصف العام الماضية؛ لا سيما على هامش محادثات فيينا بشأن استئناف الاتفاق النووي مع إيران.
وتؤكد واشنطن باستمرار، أنه على الرغم من بحث هاتين المسألتين بشكل منفصل، فإن إبرام اتفاق بشأن السجناء، يمكن أن يعيد إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وفي وقت سابق، دعت إيران الولايات المتحدة إلى الاهتمام بملف حقوق الإنسان للسجناء أكثر من القضايا السياسية، مشيرة إلى أن واشنطن ربطت لأسباب غير واضحة إطلاق سراح السجناء بمفاوضات فيينا وأن ذلك غير ضروري وغير صحيح.
وقال المتحدث بسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، في مؤتمر صحفي يوم 20 يوليو/ تموز الماضي، "حكومة الولايات المتحدة ربطت لأسباب غير واضحة إطلاق سراح السجناء بمفاوضات فيينا ونعتبر ذلك غير ضروري".
يشار إلى أنه، في ديسبمر/كانون الأول 2015، في نفس وقت تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني، أطلقت طهران سراح عدد من المواطنين الأمريكيين، من بينهم جيسون رضائیان، وأمیر حكمتي، وسعید عابدیني، ونصرت الله خسروي رودسري.
من جانبه قال محمد المذحجي، المتخصص في الشأن الإيراني، إن واشنطن ترغب من وراء تلك المفاوضات قطع الطريق على العلاقات المتنامية بين روسيا وإيران، والتي تعززت عقب زيارة الرئيس فلاديمير بوتين الأخيرة إلى طهران.
وأشار إلى أن العلاقات الاقتصادية المتنامية بين البلدين ربما لا ترضي أطرافا مثل الولايات المتحدة وألمانيا والصين.
وأضاف المذحجي أن هذه المفاوضات رغم أنها ذات مسار منفصل عن مسار الاتفاق النووي فإنها تصب في نهاية الأمر في صالح الاتفاق النووي.
أما عمرو عبد العاطي، الباحث المتخصص في الشأن الأمريكي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فأشار إلى أن الملفين موضوعي التفاوض الإيراني الأمريكي يمكن النظر إليهما على أنهما رغبة متبادلة لتحسين صورة كلا النظامين في عيون شعبه.
ولفت إلى أن جو بايدن من جهة يترقب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس ويرغب في تحسين وضع الحزب الديمقراطي الانتخابي، وإبراهيم رئيسي من جهة أخرى يرغب في الخروج من مأزق التظاهرات التي أعقبت مقتل السيدة مهسا.
وأضاف عبد العاطي أن هذه المفاوضات ليست بعيدة عن مسار النووي الإيراني إذ أنها ستؤدي لا شك إلى تحسين الوضع التفاوضي للطرفين.