في حين أن هناك ما يقرب من اثني عشر مرشحا في الاقتراع، فقد هيمن على السباق اثنان من المرشحين الأبرز، هما الرئيس اليميني الحالي جاير بولسونارو والرئيس اليساري السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، زعيم حزب العمال، بحسب شبكة "سي إن إن".
وشوهد كلاهما أثناء الحملة الانتخابية محاطا بالأمن والشرطة، حتى أنهما كانا يرتديان سترات واقية من الرصاص في بعض الأحيان.
بعد التصويت إلى جانب زوجته روزانجيلا دا سيلفا في مدرسة في ساو باولو، اليوم الأحد، قال لولا للصحفيين: "لا نريد المزيد من الفتنة، نريد دولة تعيش في سلام. هذه هي الانتخابات الأكثر أهمية. أنا حقا سعيد".
كما أشار إلى انتخابات 2018، حيث لم يتمكن من الترشح - أو التصويت - بسبب إدانته بالفساد، والتي ألغيت العام الماضي، قائلا: "قبل أربع سنوات لم أكن أستطيع التصويت لأنني كنت ضحية كذبة في هذا البلد. وبعد أربع سنوات، جئت إلى هنا، مع الاعتراف بحريتي الكاملة وإمكانية أن أصبح رئيسا لجمهورية هذا البلد مرة أخرى، لمحاولة إعادة هذا البلد إلى طبيعته".
فيما قال بولسونارو، الذي صوّت في منشأة عسكرية في ريو دي جانيرو، للصحفيين إنه سافر إلى "كل ولاية في البرازيل عمليا" على مدار 45 يوما من حملته الانتخابية.
وقال: "التوقعات هي النصر اليوم"، مضيفا في وقت لاحق: "انتخابات نظيفة، لا توجد مشكلة على الإطلاق".
بدأ التصويت في الساعة 8 صباحا بالتوقيت المحلي وينتهي في الساعة 5 مساء، ومن حق أكثر من 156 مليون برازيلي الإدلاء بأصواتهم.
وفي النظام الانتخابي البرازيلي، يجب أن يحصل المرشح الفائز على أكثر من 50% من الأصوات. إذا لم يتجاوز أي مرشح هذا الحد، فستجرى جولة ثانية من التصويت بين المرشحين الأولين في 30 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وينتخب الناخبون أيضا حكام الولايات الجدد وأعضاء مجلس الشيوخ والنواب الفيدراليين ونواب الولايات في 26 ولاية في البلاد والمقاطعة الفيدرالية.
يترشح بولسونارو، 67 عاما، لإعادة انتخابه في ظل الحزب الليبرالي المحافظ. قام بحملة لزيادة التعدين وخصخصة الشركات العامة وتوليد المزيد من الطاقة المستدامة لخفض أسعار الطاقة. وقد تعهد بمواصلة دفع 600 ريال برازيلي (حوالي 110 دولارات أمريكية) إعانة شهرية تُعرف باسم "Auxilio Brasil".
وغالبا ما يشار إلى بولسونارو باسم "ترامب المناطق الاستوائية"، ويدعمه قادة إنجيليون مهمون. وتشتهر حكومته بدعمها للاستغلال الوحشي للأراضي في الأمازون، ما أدى إلى أرقام قياسية في إزالة الغابات. يحذر دعاة حماية البيئة من أن مستقبل الغابات المطيرة قد يكون على المحك في هذه الانتخابات.
كما تم انتقاد بولسونارو على نطاق واسع بسبب تعامله مع جائحة "Covid-19". وتوفي أكثر من 686 ألف شخص في البرازيل بسبب الفيروس.
في المقابل، ركز لولا، البالغ من العمر 76 عاما، الذي كان رئيسا لفترتين متتاليتين، من 2003 إلى 2011، حملته على الإطاحة ببولسونارو، وسلط الضوء على إنجازاته السابقة طوال حملته الانتخابية، حيث يُنسب إليه الفضل إلى حد كبير في انتشال ملايين البرازيليين من الفقر المدقع من خلال برنامج الرعاية الاجتماعية "Bolsa Familia".
وعدت حملته بإصدار نظام ضريبي جديد يسمح بزيادة الإنفاق العام. وقد تعهد بإنهاء الجوع في البلاد الذي عاد خلال حكومة بولسونارو. يعد لولا أيضا بالعمل على تقليل انبعاثات الكربون وإزالة الغابات في منطقة الأمازون.
لولا، مع ذلك، ليس بعيدا على الجدل، وأدين بتهمة الفساد وغسيل الأموال في عام 2017، بتهم نابعة من تحقيق واسع النطاق بعنوان "عملية غسيل السيارات" في شركة النفط الحكومية "بتروبراس".
ولكن بعد أن قضى أقل من عامين في السجن، ألغى قاضي المحكمة العليا إدانة لولا في مارس/آذار 2021، ما مهد الطريق أمامه للترشح للرئاسة للمرة السادسة.
زعم كل من بولسونارو وحزبه الليبرالي المحافظ أن نظام الاقتراع الإلكتروني في البرازيل عرضة للتزوير - وهو ادعاء لا أساس له من الصحة أدى إلى مقارنات بادعاءات انتخابية كاذبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وحذر منتقدون من أن مثل هذا الحديث قد يؤدي إلى اندلاع أعمال عنف أو حتى رفض قبول نتيجة الانتخابات بين بعض البرازيليين - مشيرين إلى أعمال الشغب في 6 يناير/كانون الثاني 2021 التي أثارها ترامب بعد أن خسر التصويت.
في نهاية الأسبوع الماضي، سجلت الشرطة حادثتين قاتلتين في ولايتين على طرفي نقيض من البلاد. في ولاية سيارا الشمالية الشرقية ، قُتل رجل طعنا في حانة بعد أن عرّف نفسه بأنه من أنصار لولا، وفقا للشرطة. وتقول السلطات في ولاية سانتا كاتارينا الجنوبية إن رجلاً يرتدي قميص بولسونارو تعرض للطعن أثناء نقاش عنيف مع رجل قال شهود إنه من مؤيدي حزب العمال.
وفي يوليو/تموز قُتل عضو في حزب العمال بقيادة لولا، بالرصاص. قبل يوم واحد فقط ألقيت قنبلتان على حشد في تجمع لولا.
وفقًا لاستطلاع أجري في أغسطس/آب، فإن أكثر من 67% من الناخبين في البرازيل يخشون "التعرض للاعتداء الجسدي" بسبب انتماءاتهم السياسية.
وأصدرت المحكمة العليا في البلاد حظرا على الأسلحة النارية في نطاق 100 متر (330 قدما) من أي مركز اقتراع يوم الانتخابات.
قد يؤدي عامل الخوف بين الناخبين إلى امتناع عدد من الناخبين عن التصويت اليوم الأحد، ومع ذلك، تظهر الاستطلاعات الأخيرة أن هناك عددًا أقل من البرازيليين الذين لم يحسموا أمرهم هذا العام مقارنة بالانتخابات السابقة.