سياسي عراقي لـ"سبوتنيك": القصف التركي والإيراني لإقليم كردستان يتم بالاتفاق مع أربيل

قال القيادي في الإطار التنسيقي العراقي، محمد التميمي، إن الضربات التركية والإيرانية على بعض المناطق العراقية في إقليم كردستان تجري وفقا لاتفاق بين أربيل وكل من طهران وأنقرة.
Sputnik
وأضاف في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الاثنين: "بالنسبة للضربات الجارية تجاه إقليم كردستان من إيران وتركيا، فإن المعطيات والمعلومات تشير إلى أن هناك تنسيقا عاليا بين الإقليم وبين الدول، التي تنفذ الضربات سواء كانت تركيا أو إيران، كما تشير إلى أن بيانات الشجب والإدانة لا تعدو كونها حملات إعلامية يتم توجيهها للرأي العام المحلي في المقام الأول".
جامعة الدول العربية ترفض بشكل كامل القصف الإيراني على كردستان العراق
وتابع: "لكن في الحقيقة يوجد تنسيق واضح، وخاصة زيارات بعض القادة السرية من الأتراك أو من الإيرانيين إلى إقليم كردستان والعكس".
وأشار التميمي إلى أن "هناك عمليات تبرير إعلامي تتم من داخل الإقليم، بأن تركيا تقوم بقصف الأحزاب المعارضة لها، التي تقوم بأعمال داخل الأراضي التركية، وهذا يوضح الاتفاق بين الإقليم وتركيا وبنفس المعادلة يحدث هذا مع إيران، حيث تقول طهران إنها تقوم بالقصف للقضاء على التنظيمات الإرهابية المعادية لها".
واستطرد: "ما يؤكد جدية الاتفاق وعلم الأطراف به أن كردستان لم تقم بإطلاق قذيفة واحدة على قوات العدو، التي تهاجم الأراضي العراقية، كما لم تقم بأي عمل عسكري ضد القواعد التركية في الإقليم".
تركيا تعلن "تحييد" 23 مقاتلا كرديا في هجمات جوية شمالي العراق... فيديو
وحول زيارة الكاظمي لإقليم كردستان يقول التميمي: "أعتقد أن الزيارة التي يقوم بها رئيس حكومة تصريف الأعمال في العراق مصطفى الكاظمي، إلى إقليم كردستان، عادية جدا ولا علاقة لها بالعمليات، التي نفذتها إيران أو تركيا، وهي تأتي بناء على دعوة من الإقليم لإحياء الذكرى الخامسة لرحيل الرئيس العراقي جلال الطالباني".
وأكد مجلس الوزراء العراقي، خلال اجتماعه برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، رفضه القصف الإيراني المتكرر خلال الفترة الماضية لأراضي إقليم كردستان العراق.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، في بيان مطلع الأسبوع الجاري، إن الكاظمي ترأس اجتماعا للمجلس الوزاري للأمن الوطني، حضره وزيرا الدفاع والداخلية، وعدد من القادة الأمنيين، وجرت خلاله مناقشة الأوضاع الأمنية في البلاد، وبحث عددا من الملفات.
تركيا تعلن مقتل أحد جنودها في شمال العراق
وأضاف البيان: "أكد المجتمعون على رفض القصف الإيراني الذي تسبب بأضرار كبيرة، مشددين على رفض محاولات تحويل العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات".
وأوصى المجتمعون، بحسب البيان "بأن تتابع الحكومة والجهات المكلفة اتخاذ جميع الإجراءات المتطلبة لإيقاف هذه التصرفات ومعالجة كل ما ينافي مبدأ حسن الجوار، الذي يؤمن به العراق وينتهجه في علاقاته مع جيرانه، وأن يتم التعامل بشأن التحديات الأمنية من خلال القنوات الدبلوماسية والتعاون الأمني المشترك".
العراق يعتزم استدعاء السفير الإيراني للاعتراض على قصف كردستان
وتابع البيان أن المجلس الوزاري للأمن الوطني أشاد بحرص المتظاهرين في مدن البلاد، في الذكرى الرابعة لـ "ثورة تشرين"، على سلمية المظاهرات، كما أثنى على جهود القوات الأمنية التي أدت واجباتها بأعلى درجات المسؤولية، وتعاملت بمهنية عالية في حماية سلمية التظاهرات، وعدم الاحتكاك مع بعض الحالات الفردية التي حاولت إثارة العنف والاعتداء عليها.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية بأن وحدات مدفعية تابعة للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني قصفت، يوم السبت، مواقع "إرهابيين انفصاليين" مناوئين للحكومة الإيرانية في إقليم كردستان العراق.
واستدعت وزارة الخارجية العراقية السفير الإيراني لدى بغداد، الخميس الماضي، وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، على القصف المتكرر لأراضي كردستان العراق.
حكومة كردستان تدين القصف الإيراني لمواقع داخل الإقليم وتدعو لوقف الاعتداءات
وطالبت الوزارة، حسب بيانها: "باحترام سيادة العراق والالتزام بتعهدات إيران المنصوص عليها في المواثيق الدولية والابتعاد عن المنطق العسكري ولغة السلاح في معالجة التحديات الأمنية، وحذرت من تداعياتها على السلم المجتمعي لكلا البلدين، وعلى الأمن والاستقرار الإقليميين".
وأسفر قصف إيراني على إقليم كردستان العراق، الأربعاء الماضي، عن سقوط 13 قتيلا و58 مصابا، بينما أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، مقتل مواطن أمريكي، في القصف الإيراني على الإقليم.
وقال مساعد متحدث الخارجية الأمريكية، في إفادة صحفية، الخميس الماضي، إنه "يمكن تأكيد مقتل أمريكي نتيجة للقصف الصاروخي على إقليم كردستان العراق أمس، ولكن لا أملك أي تعليقات إضافية".
الخارجية العراقية تدين القصف الإيراني على مناطق في كردستان
من جانبها، أعربت حكومة كردستان العراق عن "إدانتها الشديدة للخروقات والانتهاكات المتكررة لسيادة أراضي الإقليم".
وقالت إن "القصف الذي نفذته الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مقرات المعارضة، وتحت أي ذريعة، هو موقف غير صحيح، وتغيير لمسار الأحداث يثير استغرابنا".
وفي 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، قصف الحرس الثوري الإيراني بالمدفعية قواعد لمجموعات كردية مسلحة مناهضة للحكومة الإيرانية على الحدود بين إيران وإقليم كردستان العراق.
مناقشة