وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن السعودية وروسيا الاتحادية في مقدمة الدول التي تملك تأثيرًا مباشرًا على سوق الطاقة، وتساهمان في الحفاظ على أمن الطاقة الدولي، الذي تحدده 3 أبعاد، التدفق والأسعار والجودة.
وأوضح أن أمريكا تترقب نتائج الاجتماع، حيث تسعى إلى الخروج بقرار زيادة إنتاج النفط، من أجل التأثير على الأسعار، حيث زيادة المعروض يعني تقليل السعر، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على إيرادات روسيا النفطية، وينعكس بشكل مباشر على اقتصادها.
وتوقع العنزي أن يصدر الاجتماع قرارا بخفض إنتاج النفط بمعدل يتراوح ما بين 500 ألف إلى مليون برميل يوميًا، وهو ما قد يشكل نوعًا من الإرباك لسوق الطاقة، ويؤثر على دول العالم، لا سيما تلك التي تستهلك الطاقة التقليدية بشكل كبير، مثل دول أوروبا.
وأوضح أن دخول فصل الشتاء يرفع الطلب على البترول، لا سيما في السوق الأوروبية ودول العالم الشمالي، لذلك تأمل الولايات المتحدة في رفع الإنتاج لتأمين حاجة الدول الأوروبية من الطاقة، وكذلك للتأثير على الاقتصاد الروسي، مؤكدًا أن زيادة الطلب تعني زيادة أسعار النفط.
ويرى العنزي أن السعودية باعتبارها الدولة "المرجحة" في سوق الطاقة، تأخذ هذه المواقف والمتغيرات في الحسبان، وتسعى للحفاظ على سعر البرميل، بما يحفظ حقوق الدول الأعضاء في منظمة أوبك، المصدرة للنفط، وكذلك تسعى لخلق نوع من التوازن في السوق بين المنتج والمستهلك.
وأشار إلى أن المملكة يهمها تحقيق مخرجات التنمية المستدامة حول العالم، ولديها من الإدراك السياسي ما يمكنها من المحافظة على سوق النفط، وعلى حقوق الدول المصدرة.
ويعقد تحالف "أوبك+"، اليوم الأربعاء، في فيينا أول اجتماع له بشكل حضوري، منذ آذار/ مارس من عام 2020.
يأتي ذلك وسط توقعات بأن يتجه التحالف لتخفيض الإنتاج بـ500 ألف برميل يومياً، على الأقل، في حين تشير بعض التوقعات إلى إمكانية التخفيض بأكثر من مليون برميل يومياً.
وفي حال إقرار تخفيض للإنتاج بمليون برميل يومياً فسيكون هذا الخفض الأكبر منذ انطلاق جائحة كورونا وسيعكس مدى قلق "أوبك" حيال الاقتصاد العالمي المتباطئ.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أمس الثلاثاء، نقلا عن وثيقة للبيت الأبيض أن الولايات المتحدة قلقة من أن قرار "أوبك" المحتمل بخفض إنتاج النفط قد يسبب أزمات رئيسية للبلاد ويمكن اعتباره عملا عدائيا.
وجاء في تقرير للشبكة الأمريكية أن البيت الأبيض يحذر من أن اجتماع "أوبك] قد يتسبب في أضرار كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة وأن قرار خفض إنتاج النفط سيكون بمثابة "كارثة كاملة" للبلاد.
وتقترح الولايات المتحدة، في محاولة لإقناع حلفائها في أوبك، إعادة شراء ما يصل إلى 200 مليون برميل من النفط من شركائها في أوبك والتي ستستخدم لإعادة ملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأمريكي، الذي يستخدمه الرئيس جو بايدن للمساعدة في خفض أسعار النفط.