"سياسة الولايات المتحدة في مسك أوراق ضغط على سوريا أو غيرها في الدول التي قادت داخلها صراعات دامية إلى تحريك ملفات وتختار اللحظة المناسبة التي لا تتوافق فيها مسير نهايات الأزمات أو الحروب أو ربما اتفاقيات أو تحالفات جديدة وهناك عشرات الأمثلة كقضية اغتيال الحريري، الكل يعرف كيف كان يجمد هذا الملف وعند اقتراب أي مصالحة أو تسوية أو تشكيل حكومة أو ربما عودة العلاقات السورية اللبنانية كنا نشهد عودة لتفعيل هذه الملفات. هناك أجواء جديدة في المنطقة، مفرزات العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، إمكانية عودة العلاقات السورية التركية، وهي من أسباب عودة تسعير ملف السلاح الكيميائي السوري، علما أن الجميع يعلم بأن سوريا انتهت بالكامل من ملف الأسلحة الكيميائية".
"مسألة التزييف الواضح مرتبطة بمن يصدر هذه الأحكام. نعلم أن اتهام دولة أو تنظيم باستخدام أسلحة الدمار الشامل أو مجرد اقتنائها كما في مسألة الحرب لإسقاط الرئيس العراقي السابق صدام حسين مسألة في غاية الخطورة والأهمية وتبين للرأي العام العالمي والداخلي في أمريكا وبريطانيا أن هذه التهم كانت مضللة، وعندما يأخذ هذا الموضوع على مدى سنوات الحرب في سوريا وما يسمى بالخط الأحمر الذي رسمه في الرمال الرئيس الأسبق أوباما في أنه لو كان هناك دليلاً على استخدام السلاح الكيميائي من قبل "النظام السوري" فهذا يعني تدخلاً من قبل الإدارة الأمريكية، هذا لم يحدث على الأقل وفق إطار السيناريو المطروح في ما يسمى بالرأي العام العالمي كما استخدمت هذه الجزئية للنيل من سمعة ومصداقية الرئيس أوباما وذكر بهذا الأمر الرئيس بايدن لذلك نرى أنه يحاول دائما إقناع الرأي العام الأمريكي بأنه حازم".
"أوافق على ما قاله الدكتور كمال حيث أن هذه الورقة سياسية تحاول الولايات المتحدة الأمريكية لعبها وتحاول تشويه سمعة روسيا وسورية لجهة استخدام السلاح الكيميائي ضد ما تسميهم المدنيين. هناك عوامل داخلية وأخرى خارجية، العوامل الداخلية التي أدت إلى تحريك هذا الملف بهذا الوقت هي شعور الولايات المتحدة الأمريكية بقرب خروجها من أراضي الجمهورية العربية السورية التي تحتلها بشكل غير شرعي في محاولة منها لتبرير وجودها بحجة حماية المدنيين من استخدام هذا السلاح من وجهة نظرها. من الناحية الخارجية نرى أن هناك اشتداداً في الصراع بين روسيا الاتحادية والدول الغربية التي تتزعمها الولايات المتحدة، وما يجري على الأراضي الأوكرانية هو مدخل لحرب كبرى والسر يكمن في أن هناك ملايين من اللاجئين السوريين وغيرهم من الذين وصلوا إلى دول الاتحاد الأوروبي يمكن استخدامهم في هذه الحرب كقوة بشرية".