وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن بوتين تلقى تقارير من الحكومة، وقادة عسكريين وأمنيين، وأصدر تعليمات لرئيس الوزراء بتشكيل لجنة حكومية لمعرفة أسباب ما حدث، وإزالة آثاره في أسرع وقت ممكن"، موضحا أن اللجنة ستشمل رئيسي إقليمي كراسنودار والقرم.
في الأثناء قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، في تعليق عبر قناتها على تليغرام إن "إقدام نظام كييف على تدمير البنى التحتية المدنية يعد دليلا على طبيعته الإرهابية".
وأكد نائب رئيس مجلس الدوما، أوليغ موروزوف، أن الهجوم الإرهابي المعلن منذ فترة طويلة
على جسر القرم لم يعد مجرد تحد، بل "إعلان حرب" بلا قواعد.
وفي وقت سابق أفادت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب بأنه تم تفجير شاحنة على جسر القرم، نحو الساعة السادسة صباح السبت، ما أسفر عن وقوع ثلاثة قتلى، في حصيلة أولية، وأدى إلى اشتعال النيران في عدد من صهاريج الوقود في قطار كان يسير عبر الجسر.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيفاستوبول، د.عمار قناة إن "الحادث الإرهابي، في جسر القرم، يمكن أن يشكل انعطافة جذرية في هذا الصراع، الذي تحولت فيه أوكرانيا من أداة سياسية إلى أداة عسكرية، والمستفيد من مثل هذه الحوادث هو أوكرانيا، ومن ورائها الولايات المتحدة".
واعتبر أن قرار استهداف الجسر "ليس إرادة منفردة وقد تزامن مع تصريحات زيلينسكي للمطالبة بتوجيه ضربة نووية لروسيا، وتصريحات لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بأن من حق أوكرانيا استهداف مناطق في القرم".
وأكد قناة أن "روسيا لن تسمح بهذه الاحداث، وقد يطرأ تغيير على قواعد الاشتباك، كما أنه لا يمكن التوافق دوليا على مثل هذه الممارسات، حيث بدأ التصعيد بعمليات إرهابية لن تصمت روسيا حيالها طويلا".
وحذر أستاذ العلوم السياسية د. طارق فهمي من "تأزم المشهد ودخول الأزمة إلى مساحات كبيرة من التجاذب" مؤكدا أن "تحذيرات الرئيس بوتين لابد أن تؤخذ على محمل الجد، كما قال بايدن نفسه، وبالتالي فإن جزء من المعادلة هو البحث عن نقطة توافق ممكن نبدأ بها تقريب وجهات النظر في ظل التداعيات السلبية لما جري في الأيام الأخيرة".
واعتبر أستاذ العلوم السياسية أن هناك "خطورة من تمدد الصراع، خصوصا مع عمليات تخريب بينة الطاقة وجسرالقرم، وهذه الامور ترتب لخيارات تتطلب من الطرفين الجلوس على مائدة التفاوض".
وأكد أن "المتضرر من استهداف الجسر ليست روسيا فحسب، رغم أنها الهدف المباشر، لكن القضية أكبر من روسيا، والرسالة المباشرة هنا هي أن هناك قوى متربصة، وترتب أوراقها، وستكون عمليات التخريب على الجانبين الروسي والأمريكي معا وهنا مكمن الخطورة".
وحول تضارب التصريحات الأمريكية بشأن استخدام السلاح النووي قال فهمي إن "الجانب الروسي جاد ولدية خيارات عديدة، لكنه لن يلجأ إلى خيار شمشون، إلا أنه
يمكن أن يستخدام السلاح النووي على نطاق محدود، وباستخدامات محسوبة، وسيكون هدف الرئيس بوتين من هذا هو تحريك المياه الراكدة، وأن ينقل رسالة رمزية، وسيكون للاستخدام المنضبط والمحسوب لهذا السلاح مزايا كثيرة".
وحول الانقسام الأوروبي بشأن دعم أوكرانيا قال المحلل السياسي هلال العبيدي إن "تصريحات زيلنسكي تحسب عليه، وهو يستطيع أن يقول ما يشاء، لكن سياسة الغرب تبقى ثابتة، والانقسام الأوروبي أمر معتاد، وانقسامهم الحالي بشأن دعم أوكرانيا لا يجب التعويل عليه، فلطالما بدت أوروبا هكذا، لكنها تخرج في النهاية بقرارات موحدة".
وتوقعت أستاذة العلاقات الدولية حدوث "تحول نوعي في العملية العسكرية، حتى قبل تفجير كريتش، حيث تتكرر الاعتداءات السافرة بشكل يومي تجاه سكان دونباس و القرم، وهي أراضي روسية، وسبق أن عبر بوتين عن أن هذا يمثل إعلان حرب تجاه روسيا، وقال ميدفيديف إن الاعتداء على القرم سيكون بمثابة يوم القيامة، وكل هذا يستوجب ردا من روسيا يضع حدا لهذه الاعتداءات على المواطنين الآمنين في الاراضي الروسية، ويضع حدا لهذه الاعتداءات الإرهابية، التي تقدم عليها القيادة الأوكرانية، تجاه المواطنين والممتلكات الروسية في دونباس والقرم".