مخاوف من انتشار أوسع للكوليرا في لبنان بعد اكتشاف عدة حالات

يتزايد القلق في لبنان من انتشار أوسع لوباء الكوليرا في البلاد إذا لم يتم تدارك الوضع، علما أن بؤرة انتشار المرض في لبنان لا تزال محصورة في منطقة عكار شمالي البلاد.
Sputnik
وتجري وزارة الصحة فحوصات على المياه الجوفية في لبنان للتأكد ما إذا كانت حالات الكوليرا ناتجة عن تلوث المياه أم أن هذه العدوى انتقلت من سوريا إلى لبنان.
فيما أكد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال أن غياب المياه السليمة والنظيفة سيؤدي إلى انتشار الكوليرا سريعاً في البلاد.

في هذا السياق قال نقيب الأطباء في لبنان يوسف بخاش لـ"سبوتنيك" إن "الارتكاز اليوم بالأعداد على مسوحات وزارة الصحة، التي تقول إن عدد الحالات وصل إلى 16 حالة موجودة في الشمال وخاصة في عكار في مخيمات اللاجئين السوريين".
وأشار إلى أن "هناك تفشيا واسعا للكوليرا في الشمال السوري، والمنطق يقول إن العدوى انتقلت من الشمال السوري إلى الداخل اللبناني عبر أشخاص، ولذلك ظهرت في مخيمات اللاجئين السوريين، واليوم بشكل عام هذا المرض كان قد اختفى من لبنان لأنه عندما تكون شبكة المياه سليمة وشبكة الصرف الصحي سليمة تقضي على الكوليرا، ويعود الوباء عندما يحدث تلوث في المياه الجوفية لمياه الري والشرب وهو ما نشاهده في الحروب وفي المناطق المكتظة وخاصة في مخيمات اللاجئين".
وأوضح بخاش أن "العدد اليوم محصور، ويجب أن يكون هناك تضامن وتجاوب من قبل المواطنين اللبنانيين والسوريين، ونستطيع حصر هذا الوباء إذا توجه المريض إلى العناية الطبية فورًا وعزل نفسه، لأنها تنتقل عبر الطعام واللمس أو المساهمة في تلوث المياه الجوفية".
"الصحة العالمية": الإصابات بالكوليرا تجاوزت 10 آلاف حالة في سوريا خلال أسابيع
يجب أن يكون هناك تجاوب ووعي لدى المواطنين، وتطبيق كل معايير الوقاية، وعدم شرب مياه غير معروفة المصدر أو استعمال مياه الري لغسل الخضار، وتطبيق سبل الوقاية والنظافة.
وأشار إلى أنه "في المدن وبيروت والقرى هناك مراقبة والأكيد أننا مهيؤون والبلديات تقوم بعملها، إلا أن المشكلة في مناطق معينة فيها اكتظاظ سكاني والتي هي مخيمات اللاجئين في حين أن الشبكة المؤقتة غير فعالة لأن هذا ما تكلم به وزير الصحة أمس خلال جولته على مناطق اللاجئين في عكار، حيث أن كل المضخات بحاجة إلى كهرباء وهي متوقفة عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي".
لا يوجد أي خطر في المدن اللبنانية والقرى، ويجب معالجة الحالات الموجودة اليوم لكي نمنع انتشارها إلى خارج المخيمات وإلى المدن الأخرى.
مجتمع
‏"الصحة العالمية" تحذر من "تفشي مقلق" للكوليرا في كافة أنحاء العالم
كما لفت إلى أن "عدد الإصابات محصور وقليل، والمواطن اللبناني لديه وعي كافي ليستطيع تطبيق معايير الوقاية، وحتى الآن القطاع الطبي والمستشفيات مستعدون للتصدي لهذا الموضوع، وخلال هذا الأسبوع سيعقد اجتماع في القصر الجمهوري لأخذ الإجراءات اللازمة مع الوزارات والجمعيات المعنية للتصدي لهذا الوباء قبل أن يتفشى".
من جهته، يقول النائب والدكتور عبد الرحمن البزري أخصائي الأمراض المعدية لـ"سبوتنيك" إن "إمكانية انتشار الكوليرا واردة، بسبب أن البنية الصحية في لبنان ليست فعالة إن كان بالنسبة للمياه أو للصرف الصحي أو الكهرباء أو السلامة الغذائية، والنقطة الثانية لأن الحالات التي تتابعها وزارة الصحة يبدو أن ارتباطها بالاستيراد السوري غير واضح، والأكيد أن الحالة المصابة بالكوليرا وصلت من سوريا في الماضي إلا أنه من الواضح الآن أن الحالات التي نراها هي حالات مصابة محليًا وهذا يعني حصول تفاعل محلي بانتقال الكوليرا".
العلاج ليس صعبًا لأنه استبدال للمياه والأملاح، إعطاء مصولات مع بوتاسيوم وصوديوم وغيره، يعني تعويض السوائل والأملاح هو الأساس، إصافة لمضادات الالتهاب.
كما أوضح البزري أن "المشكلة أنه بظل نظام صرف صحي غير جيد المستشفيات التي تم تحديدها لعلاج حالات الكوليرا بحاجة إلى طريقة وتجهيزات لمعالجة مفرزات المرضى".
مناقشة