وخلال الاجتماع، هدد الرئيس بوتين النظام الأوكراني برد صارم على أي هجمات إرهابية على الأراضي الروسية، مؤكدا أنه من المستحيل أن تترك موسكو جرائم نظام كييف دون رد.
وتأتي الانفجارات بعد ساعات من إعلان لجنة التحقيق في انفجار جسر القرم عن تورط المخابرات الأوكرانية في استهداف الجسر، الذي يمثل موقعا حساسا في البنية التحتية الروسية، واعتبرت السلطات الروسية والبرلمان أن التفجير عمل إرهابي يمثل "إعلان حرب بلا قواعد".
وأكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن رد روسيا على الهجوم الإرهابي على جسر القرم سيتمثل في "القضاء التام على الإرهابيين".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الباحث في الشأن الروسي د. سليم علي، إن "ما يجري الآن هو رد على
العمل الإرهابي الذي استهدف جسر القرم، وسبق أن حذرت روسيا من أن أي عمل من هذا النوع سوف يستدعي ردا قاسيا، واعتقد أننا دخلنا الآن في مرحلة تستدعي أن تظهر القيادة الروسية حزما كبيرا، وردا على كل العمليات التي تستهدف البنى التحتية المدنية".
وأوضح رئيس قسم العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي في مركز جنيف للدراسات، ناصر زهير، أن "قرار زيلينسكي باستهداف جسر القرم كان خطأ، ربما تجاوز به كل الخطوط الحمراء، خاصة أنه يعتبر عمل عدائي فوق العادة في إطار العمليات التخريبية، ومحاولة تدمير جسر القرم تشبه تدمير كل البنى التحتية في كييف وهذا ما لم تفعله روسيا".
وأضاف أن "زيلينسكي ربما اتخذ قرار استهداف جسر القرم بشكل فردي، حيث أن واشنطن لن تذهب لمثل هذا التصعيد، لأنها تدرك أن الرد الروسي سيكون كبيرا ضد كييف، وفي إطار العمليات العسكرية لا أحد يريد أن تتحول العمليات إلى حرب شاملة".
من جانبه، رأى خبير الشؤون الأمريكية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية د.احمد سيد، أن "الدعوات الأمريكية للتفاوض، وهذه الاشارات، لم تترجم على أرض الواقع إلى خطوات ملموسة مثل وقف الدعم لأوكرانيا، أو التعبير عن تفهم مطالب روسيا في حماية الأمن القومي، أو التوقف عن سياسة استفزاز لروسيا، وحتى الآن لم تقدم أمريكا على إجراء يعطي الانطباع بأن لديها رغبة حقيقية في الدخول لمفاوضات".
وأشار إلى ان "هناك ضغوط شديدة على الإدارة الأمريكية بشأن سياساتها تجاه هذه الأزمة التي أدت إلى نتائج عكسية على الاقتصاد والمواطن الأمريكي".
واعتبر سيد أن "الضربات العسكرية الروسية لكييف تظهر أن هناك تحولا نوعيا في العملية
بعد محاولة تفجير جسر القرم، وتعني أن روسيا ستتجه لتوسيع العمليات لشل قدرات الجيش الأوكراني، وستكون الفترة المقبلة مهمة وحاسمة في فرض موازين القوة على الأرض، وبالتالي رسم ملامح التسوية، واعتقد أن روسيا هي صاحبة الزمام في إدارة الصراع خلال الفترة المقبلة".
إعداد وتقديم : جيهان لطفي