وأضاف جلول لـ"راديو سبوتنيك" أن "التصريحات العدائية ضد ولي العهد محمد بن سلمان خلال الحملة الانتخابية وبعدها كل ذلك يصب في الاتجاه ذاته، إذن نحن أمام عملية تصفية حسابات أمريكية مع المملكة وبالتالي الضغط على الوضع الداخلي في السعودية".
وأشار الباحث السياسي إلى أن "الأمريكيين ربما يأملون جراء ذلك في تغيير الحكم في السعودية ولكن الأمر بات صعبا عليهم، وكذلك، قد يرغبون في خلق رأي عام داخل الولايات المتحدة الأمريكية يساعدهم على معاقبة السعودية وتفعيل قوانين الحادي عشر من سبتمبر، لكن على كل حال واضح تماما وجود هذا الخلاف الكبير جدا بين الطرفين".
وحول تصريحات السعودية بأنها عضو في "أوبك +" وليست المحرك وحدها، وعدم قبول واشنطن بهذا التفسير، قال الباحث في أكاديمية باريس للجيوبوليتيك، إنه لا يعتقد أن "هذا تفسير منطقي بالنسبة للأمريكيين"، موضحا أن "الجميع يعرف أن السعودية تنتج عشرة ملايين برميل نفط يوميا وهي أكبر منتج للنفط في العالم إلى جانب روسيا بالطبع، وبالتالي عندما تكون المملكة بهذا الموقع القوي بإنتاج النفط يكون تأثيرها بحجمها أي أنه تأثير قوي جدا، ومن ثم القول بأنها عضو عادي وبسيط في أوبك + لا يبدو أنه يكفي لتفسير الموقف السعودي، ولا يبدو أنه يتناسب مع حجم السعودية أو تقديرها لعلاقاتها مع واشنطن، وهذا الموقف السعودي يبدو أن هناك ما هو أكبر منه، وواضح أيضا أنه طالما لم تعترف الولايات المتحدة بزعامة محمد بن سلمان وبايدن نفسه ما زال متحفظا على زعامة بن سلمان وكان قد أصدر قرارات تجاهه، بالتالي لن يقبل بن سلمان بهذه الطريقة من التعامل الأمريكي".
وبالحديث عن إمكانية وجود أوراق يمكن أن تستخدمها الولايات المتحدة للضغط على السعودية بخلاف السلاح، قال فيصل بن جلول إنه "عندما تخوض أمريكا والأطلسي معركة مع روسيا لا يبدو كيف يمكن أن تفتح واشنطن جبهة مع السعودية وأوبك+، فأمريكا ليست بحاجة إلى هذه المعركة الإضافية، خاصة أن أوروبا تئن الآن تحت وطأة ندرة الغاز والنفط مع وجود معاناة يومية للأوروبيين أنفسهم، وأن يفتح بايدن الآن جبهة معركة كبيرة مع السعودية للوصول إلى ماذا؟ إلى المزيد من تخفيض إنتاج النفط ورفع الأسعار؟! وإذا تم ذلك فكيف سيكمل معركته تلك؟! المؤشرات تقول إنه لن يذهب إلى الأقصى في هذا المجال وربما يقف عند هذا الحد أو أعلى قليلا ولكن ليس من خلال جبهة مفتوحة ثانية إلى أوكرانيا".