"إنّ الاتحاد الأوروبي في مأزق حقيقي والشتاء الأوروبي البارد بات على الأبواب، والدول الأوروبية تسارع الزمان من أجل تأمين احتياجاتها من الغاز، والجزائر الآن تعتبر حلا استراتيجيا لدول الاتحاد الأوروبي، لذلك لاحظنا في الفترة الأخيرة إنزالا سياسيا ودبلوماسيا أوروبيا كبيرا نحو الجزائر، من الرئيس الفرنسي ورئيسة الوزراء الفرنسية بوفد هام وبالإضافة إلى اجتماع مفوضية الاتحاد الأوروبي للطاقة الذي يعقد هنا في الجزائر من أجل البحث حول كيفية تطوير الشراكة في مجالي الطاقة والغاز، ولا سيما أن الجزائر الآن، تحتل المرتبة الثانية في تزويد الاتحاد الأوروبي بالغاز بعد النرويج بنسبة 12% من احتياجاتها".
وأضاف: "أعتقد أنّ الجزائر تنتظر من الجانب الأوروبي ربما إجراءات أكثر ملموسة، لأن الجزائر لديها احتياطات كبيرة وغير مستغلة، وهي بحاجة إلى مساعدات الاتحاد الأوروبي من أجل الاستثمار وإنتاج الغاز ليس فقط في الطاقات الأحفورية بل في مجال تطوير الطاقات المتجددة".
هل ورقة طاقة أوروبا في يد الجزائر؟
حول هذا الموضوع، قال البروفيسور كوّاشي لـ "سبوتنيك": "إن الجزائر استغلت هذه الفرصة لمراجعة أسعار الغاز المصدّر إلى أوروبا، فالجزائر لديها 11 زبونا، تم التفاوض مع ست دول ولا تزال خمسة دول، لأنّ العقود التي تربطنا مع الدول الأوروبية هي عقود طويلة الأمد، والأسعار القديمة هي أسعار منخفضة جدا والآن الأسعار ملتهبة في الأسواق العالمية، ومن حق الجزائر المطالبة بإعادة تسعير الغاز حتى تتوافق مع الأسعار الحالية، لهذا أنا أعتقد أن الجزائر في موقع قوة والاتحاد الأوروبي نسبيا في موقع ضعف".
روسيا بالنسبة للجزائر حليف استراتيجي تاريخي
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الطاقة الجزائري، محمد عرقاب، صرّح لـ"سبوتنيك" خلال حضوره "منتدى أسبوع الطاقة الروسي" أن "لدى الجزائر عقود مع شركائها حول العالم، تلزمها الإمداد بالكميات المحددة والفترة الزمنية وهذا ما تقوم به الآن".