سياسي قطري يتحدث عن تنافس خليجي للوساطة بين روسيا والغرب... والدوحة الأقرب لقيادة الملف

قال عبدالله الخاطر، المحلل السياسي القطري، إن هناك محاولات من عدة دول خليجية للدخول على خط الوساطة الروسية الأوكرانية، لكن الأهم هو قيادة جهود المصالحة، حيث تملك المنطقة الحيادية الكافية والإمكانات لخلق هامش مناورة وتوفير طلبات الأطراف وقيادة المصالحة.
Sputnik
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، خلقت قطر نموذج الوسيط النزيه، الساعي لبذل الجهود من أجل الحفظ على الأمن والسلم العالمي، وهو ما اكتسبته قطر في علاقاتها واستراتيجياتها ورؤيتها المستقبلية، وتمكنها من النهوض بالتنمية المستدامة داخل الدولة دون التعرض للهزات وللمخاوف، والدول التي تدخلت قطر للوساطة من أجلها لم تتمكن فقط من خفض المخاطر بل سعت في إخراجها من مأزقها، مثل أفغانستان السودان وغيرها من الدول.
أمير قطر يتلقى رسالة خطية من بوتين
وأكد أن قطر كسبت درجة كبيرة من الثقة والتحالفات من الولايات المتحدة، وأصبحت كشريك استراتيجي خارج الناتو، أو شريك معتمد عليه من قبل أوروبا في الأزمة الأوكرانية، وهناك توجه عالمي نحو قطر في مثل هذه الملفات، معتبرًا أن هناك نوعا من التنافس والتموضع بين الدول في العمل السلمي، لكن في النهاية ستصطف الجهود خلف وسيط موثوق به.
ويرى أن قطر مؤهلة لهذا الدور، وبقية دول الخليج تحاول تقمص هذا الدور بعد أن رأت مدى جدوى وأهمية هذا الدور الذي يكسبها الكثير من الصداقات و التحالفات، لكن هذا الدور يتطلب القدرة على التعامل مع المتغيرات والمخاطر بشكل موضوعي وإنساني وواعي ومدرك وقدرة على إدارة الأزمات والتعامل الحيادية، وهو ما يعطي قطر مكانة لدى دول العالم خاصة في عصر الأزمات المتتالية، التي مست الجميع من ناحية الغذاء والطاقة والأسعار ومعدلات التضخم وأسعار الفائدة المرتفعة.
وأشار إلى أن: "دول المنطقة أصبحت واعية بأن الدور الحيادي ودور الوسيط بين دول العالم هو أفضل دور، وهناك نوع من التنافس والتموضع، لكن في نهاية المطاف كل دولة لها صفتها وسمتها وسلوكياتها ولها إرثها من الأعمال في الإقليم؛ لذلك الأطراف ستفضل من في الأزمة الأوكرانية؟".
وأضاف: "يجب أن يكون الوسيط النزيه الموثوق فيه هو الوسيط الذي يمكن أن يكون لديه الخبرة والقدرة والإمكانيات والعقيدة الراسخة بالنسبة لأهمية الأمن والسلم العالمي، والاحتمال الأكبر أن تجد الأطراف كما وجدت في الماضي، قطر صاحبة المعرفة والمنارة والتاريخ في هذا الجانب، لذلك الدوحة مرشحة لاستلام الملف".
وتابع: "الأمر الإيجابي أن نجد المنطقة تنأى بنفسها عن الأطراف والدخول في المشاحنات وعدم الاستقرار، إذا أصبحت هذه العقيدة متوفرة لدى دول المنطقة ودول الخليج خاصة، سيكون من السهل إيجاد مجموعة من خلال مجلس التعاون الخليجي للعمل على دعم الاستقرار العالمي".
وبين السياسي القطري أن مثل هذا الدعم يوفر للمنطقة والعالم مستوى من الأمن والاستقرار والقيام بالمشاريع الإنمائية، ومن ثم توجه بقية العالم للمنطقة من خلال مشروعات واستثمارات كمنطقة آمنة لاستثماراتهم وأعمالهم، وهذا يمهد المنطقة العربية لاستقطاب هذه المشاريع والاستثمارات الدولية.
نائب رئيس الوزراء: قطر لن تنسحب من المشاريع في روسيا
وأعلن مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية، يوري أوشاكوف، اليوم الأربعاء، أن الرئيس فلاديمير بوتين، سيعقد جلسة مباحثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في أستانا، حيث سيبحثان الأوضاع في الشرق الأوسط وأوكرانيا والتفاعل بين البلدين في أسواق الطاقة.
وقال أوشاكوف للصحفيين: "سيلتقي الرئيس مع أمير قطر. سيكون هذا هو اللقاء الأول بينهما منذ بدء جائحة كورونا... كان آخر لقاء بين الزعيمين في شهر يونيو/ حزيران 2019 في دوشنبه، على هامش القمة الخامسة لمؤتمر التعاون وتدابير الثقة في آسيا".
وتابع: "سيبحث الزعيمان قضايا التعاون الثنائي، ليس فقط في المجالات السياسية، ولكن أيضًا في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، ومن القضايا الدولية - قضايا الأجندة الإقليمية، والوضع في الشرق الأوسط. مما لا شك فيه أن الأمير سيكون مهتمًا بتقييمنا للوضع في أوكرانيا ستتم مناقشة ذلك أيضًا".
وأضاف: "بالطبع، بالإضافة إلى السياسة سيتم التطرق للمجال التجاري -الاقتصادي، وأود أن أخص بالذكر التعاون في سوق الطاقة، وبالتحديد التفاعل بين روسيا وقطر في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز، حيث سيتم بحث ذلك بين القائدين".
وأشار أوشاكوف، إلى أن التفاعل بين موسكو والدوحة بشكل عام بناء وإيجابي، وأن الوزارات والإدارات المختلفة في البلدين تحافظ على اتصالات منتظمة.
مناقشة