وقال في اتصال مع "سبوتنيك" اليوم السبت: "خلال الـ 28 عام الماضية، مارست القوات القادمة من أطراف الشمال اليمني، كل أنواع القتل والتنكيل والمضايقات بحق المواطنين في حضرموت، ناهيك عن أن هذه القوات مخترقة من تنظيم القاعدة [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول] وذراعه العسكري بقيادة علي محسن الأحمر ومنذ ذلك الحين مثلت ومازالت تمثل القوات الدخيلة على الجنوب بؤرة خطيرة لصناعة ودعم ورعاية الإرهاب وتفريخه ونشره في عموم الجنوب".
وأضاف صالح: "من المؤسف أن أحزابا وقيادات يمنية وأولها، حزب الإصلاح ذراع الإخوان في اليمن هي من ترعى الإرهاب، وهي من تحرص على بقاء هذه القوات لدوافع خبيثة محضة أهمها، إبقاء الجنوب تحت الاحتلال والسيطرة، وكذا ضمان الهيمنة على منابع النفط والثروات التي يحرم منها أصحاب الأرض وتستحوذ عليها قوى فاسدة لحساباتها الخاصة".
وأشار نائب رئيس الدائرة الإعلامية إلى أن "موقف المجلس الانتقالي، المفوض شعبيا لتمثيل قضية شعب الجنوب، وهو مع مطالب أهلنا في حضرموت بتمكينهم من أرضهم وحقهم في نشر قوات محلية" النخبة الحضرمية" لتأمين المحافظة كاملة، فهم الأقدر والأصدق على حماية المواطن ومحاربة الإرهاب على خلاف النموذج المسيء الذي تقدمه المنطقة العسكرية الأولى".
وأوضح صالح أن:
"الموقف السياسي للمجلس الانتقالي حاليا ينطلق من التمسك بتنفيذ اتفاق الرياض في شقه العسكري والذي نص على خروج كامل القوات العسكرية إلى الجبهات مع الحوثي".
وأضاف: "نحن إذ نستغرب، لماذا تمتنع هذه القوات من التحرك لقتال "أنصار الله" وتحرير محافظاتها ومناطقها، وتصر على البقاء في حضرموت حيث يرفضها الحجر والشجر".
ودعا نائب رئيس الدائرة الإعلامية، مجلس القيادة الرئاسي والتحالف العربي لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بنقل المنطقة العسكرية الأولى وتسليم مناطق وادي حضرموت لأهله هذا مانص عليه اتفاق الرياض، وهذه هي رغبة أبناء حضرموت، وفي حال لم يتم ذلك فالأوضاع مرشحة لمزيد من التعقيد، وسيكون لأبناء الأرض الكلمة الفصل، وبالطريقة التي يرونها مناسبة للدفاع عن أرضهم، وحماية مصالحهم.
ووقعت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي اتفاق مصالحة بوساطة سعودية بعد الأحداث الدامية بين الجانبين في أغسطس/ آب من عام 2019 التي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، غادرت على إثرها الحكومة اليمنية العاصمة المؤقتة عدن، وجرى التوقيع على الاتفاق في العاصمة السعودية الرياض، في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، وحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي.
ومثل الحكومة اليمنية في توقيع الاتفاق سالم الخنبشي، فيما مثل المجلس الانتقالي الدكتور ناصر الخبجي، ويستند الاتفاق على عدد من المبادئ أبرزها الالتزام بحقوق المواطنة الكاملة ونبذ التمييز المذهبي والمناطقي، ووقف الحملات الإعلامية المسيئة.
وفي الثاني من أبريل/ نيسان الماضي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غرونبرغ، بدء سريان هدنة في اليمن لمدة شهرين قابلة للتجديد، تتضمن إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده.
ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالفه عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40% منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.