ووفقا للمصادر، فقد عبر المسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمستشاري عباس عن عدم رضاهم حول هذه التصريحات.
وبدوره، أكد الممثل الرسمي لمجلس الأمن القومي للبيت الأبيض لموقع "أكسيوس" أن الإدارة تشعر بخيبة أمل من موقف الزعيم الفلسطيني.
وقال ممثل جهاز الأمن القومي للموقع إن واشنطن لا تعتبر أن روسيا هي الشريك الذي يحتاجه الجانب الفلسطيني للمساعدة في التسوية.
وأشار إلى أن "الرئيس بايدن، من ناحية أخرى، أظهر التزام الولايات المتحدة على مدى عقود عديدة بإيجاد حلول مثمرة والعمل نحو سلام دائم، وهو أمر ضروري لتعزيز الاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط".
كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخلال لقائه مع بوتين على هامش "مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا"، في أستانا بكازاخستان، قد أشاد بدعم روسيا لتسوية شاملة وعادلة في الشرق الأوسط وأشار إلى عدم القبول "بمواصلة الولايات المتحدة العمل وحدها على عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل".
ودعا بوتين في مؤتمر أستانا إلى القيام بالكثير من أجل تطوير العلاقات الاقتصادية بين روسيا وفلسطين على نحو أكثر نشاطا، حيث قال إن هناك إمكانية لذلك.
من جانبه، أكد عباس أن فلسطين لن تقبل أبدا أن تستفرد الولايات المتحدة الأمريكية بالتعامل مع القضية الفلسطينية، حيث قال إن "روسيا دافعت دائما عن العدالة.. ونحن سعداء بوجود مثل هذا الشريك في روسيا". وبحسب موقع "أكسيوس"، فقد تحدث عباس أيضا عن عدم ثقة الفلسطينيين في الجانب الأمريكي.
من جانبه، قال خبير في الشأن الإسرائيلي، أحمد رفيق عوض، إن تصريحات أبو مازن مقصود زمانها ومكانها ومضمونها.
وأشار إلى أن "مكانها وزمانها في مؤتمر أستانا وخلال لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يبعث رسالة إلى الأمريكيين مفادها أنكم لم تعودوا تؤتمنون على القضية الفلسطينية، ومضمونها مقصود نظرا لما باتت تمثله أمريكا من دعم غير محدود لإسرائيل، وعدم التقدم خطوة في اتجاه الحل وتصريح بايدن بأنه صهيوني".
وأشار رفيق عوض إلى أن "الغضب الأمريكي من أبو مازن (الرئيس الفلسطيني) وإدارته يمكن أن يترجم على أرض الواقع في شكل حملات تشهير وتهديد بالبحث عن بديل، وأشياء أخرى كثيرة"، مضيفًا أن "أبو مازن يستثمر في النظام العالمي الذي بدأ يتشكل من جديد الآن وتلعب فيه روسيا دورا كبيرا ومؤثرا".
وأما الخبير بالشأن الأمريكي، مساعد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية بالقاهرة، عمرو عبد العاطي، فأشار إلى أن إدارة محمود عباس ضاقت ذرعًا بموقف إدارة بايدن من عملية التسوية، حيث لم تسفر السنوات الماضية عن ملامح خطة ما، فضلا عن عدم حدوث أي انفراجة لحل القضية، لافتا إلى أن أمريكا باتت تتخلى عن دورها التاريخي إزاء عملية السلام.
وأضاف عبد العاطي أن "التصريحات الأخيرة لأبو مازن لا يمكن فصلها عن مجمل أحداث وتطورات مثل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، وقرار أوبك+، الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة، فضلا عن تداعيات العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا".
يمكنكم متابعة المزيد من خلال برنامج بوضوح