وبينما نفت إسرائيل عبور الحدود البحرية للبنان، قالت السلطات اللبنانية إنها تبحث هذه الانتهاكات مع قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام (يونيفيل).
كان لبنان وإسرائيل أعلنا الأسبوع الماضي موافقتهما على اتفاق يحدد الحقوق البحرية لكل منهما، بعد مفاوضات طويلة بوساطة أمريكية، واعتبرت الأطراف الثلاثة الاتفاق إنجازا تاريخيا، يضع نهاية دبلوماسية لحرب وعداء امتدا لعقود، كما يفتح الباب للتنقيب عن الطاقة في البحر المتوسط.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك، قال الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد عمر معربوني، إن "الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الحدود البرية والجوية والبحرية للبنان أمر معتاد، إلا أن هذا الخرق الأخير للحدود البحرية يمثل رسالة للبنان، وسيكون له تداعيات إذا ما تكرر، وانطلاقا من هذه الخروقات سيتم تفعيل خطوط التواصل مع الوسيط الأمريكي والأمم المتحدة، المعنيان بشكل أساسي بتقديم ضمانات حقيقية للوصول إلى مرحلة توقيع الاتفاق، لانه حتى الآن لم يوقع الطرفان على مضمون ما تم الاتفاق عليه".
وفيما يتعلق بالضمانات بعدم وقوع مثل هذه الخروقات بالنسبة للجانب اللبناني قال معربوني إن "الضمانات تتمثل في اتحاد معظم القوى السياسية في لبنان وموقف المقاومة، حيث لم يكن ممكنا عمليا التوصل لمثل لهذا الاتفاق لولا معادلة الردع المتمثلة في المسيرات التي يطلقها حزب الله، فضلا عن وحدة الموقف اللبناني التي أدت لتحقيق هذا الاتفاق".
وأضاف: "طالما أن معادلة الردع قائمة، ووحدة الموقف قائمة، فإن هذه تمثل أكبر الضمانات التي ستجبر العدو على تنفيذ تعهداتة سواء في المرحلة الحالية أو لاحقا، مع الاشارة إلى أن الصراع مازال قائما ويمكن في أي لحظة أن نكون أمام مواجهة مؤجلة لاترغب بها الدولة البنانية، ولا المقاومة، لكنهما جاهزتان لها".
وأوضح المحلل السياسي ساركيس أبو زيد أن "التفاهم حول ترسيم الحدود تم برعاية وضمانة أمريكية، وليس من السهل أن يفرض أي طرف شروط جديدة، خاصة أن لبنان محكومة بنهاية العهدة الرئاسية نهاية الشهر الجاري، ومالم يتم التوقيع نهائيا على الاتفاق خلال أسبوعين فإن هذا يعني العودة لنقطة الصفر، بما يعيق استخراج النفط الذي تحتاجه اسرائيل، ولهذا فإن هذه الخروقات الأخيرة هي من باب الضغط وتحسين الشروط خاصة أمام الناخب الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "هذا الاتفاق مرهون بموازين القوى الحالية التي لاتسمح للبنان بأكثر مما حصل عليه في ظل الحصار الدولي والإسرائيلي".
واعتبر خبير الشؤون الجيوسياسية والاستراتيجية الدكتور بيير عازار أن "لبنان قدم تنازلات كبيرة في هذا الاتفاق، وهناك علامات استفهام كبيرة حول قبول حزب الله بهذا الاتفاق، حيث أنه سيفقد أي قدرة على التحرك ميدانيا ضد هذا الاتفاق بمجرد توقيعه إذ تتضمن بنود الاتفاق أنه لايحق للطرفين أن يبدلا في حيثيات الحدود بعد التوقيع"، معتبرا أن "هذا الاتفاق، إذا تم توقيعه، لايمكن إلا أن يصمد".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي