برلماني مصري يعتبر الأزمة في العلاقات السعودية الأمريكية "طارئة" ومصر انحازت لأشقائها

أثار تصويت السعودية على قرار خفض إنتاج النفط في مجموعة "أوبك+" حفيظة الولايات المتحدة، ما أدى لما يبدو إلى أزمة بين البلدين لم تشهدها العلاقات الأمريكية السعودية منذ فترة بعيدة، كما لفت انحياز مصر إلى الموقف السعودي الانتباه لمستقبل علاقة الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط ودورها فيها.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. وكيل لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري، النائب أحمد فؤاد أباظة، اعتبر أن الأزمة الحالية لا تمثل تغيرا في العلاقات الأمريكية السعودية، ولا للدور الأمريكي في المنطقة، إذ يراها أزمة مؤقتة وترتبط بالمصالح، وليس بالمبادئ.
وفي تصريحات حصرية، لـ"سبوتنيك"، قال أباظة: "إذا كنا نتحدث عن تغير في العلاقات السعودية الأمريكية، أو مجمل علاقة أمريكا بالمنطقة، فالتغيرات حدثت بالفعل ومنذ فترة بعيدة".
وأوضح أباظة أن "العلاقات الدولية حاليا تعبر عن المصالح وليس عن الانحيازات الأيديولوجية، والسعودية صوتت في مجموعة (أوبك +) وفقا لمصالحها، وأمريكا احتجت على تصويت السعودية وفقا لمصالحها، والمصالح التي تفرقت في هذه النقطة ستلتقي في نقطة، بل نقاط أخرى".
وأشار أباظة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية "التي اعتبرت تصويت السعودية منحازا لروسيا، ربطتها علاقات مصالح أخرى مع روسيا في فترات مختلفة، وتصرفت وفقا لهذه المصالح، كما تربطها علاقات مصالح قوية مع الصين وتتصرف بناء عليها".
وتابع أن "من حق السعودية في ظل علاقات المصالح التي تهيمن على العالم أن تصوت وفقا لمصالحها، ومصلحتها كدولة منتجة للنفط أن تصوت لصالح خفض الإنتاج، خاصة مع تباطوء الاقتصاد العالمي الذي ينذر بتراجع الطلب، السعودية لم تفعل سوى ما فعلته أمريكا طوال الوقت".
واعتبر أباظة أن الموقف المصري يتسم ببعد النظر، قائلا: "مصر دولة مستوردة للنفط، وبالطبع من مصلحتها رفع الإنتاج لتتراجع الأسعار، ولكن مصر قررت الانحياز إلى أشقائها العرب، ودعم الموقف السعودي، وهو موقف بعيد النظر، فالعلاقات المصرية العربية، وخاصة بالسعودية أهم لمصر من ارتفاع مؤقت في سعر البترول".
السعودية ترفض التصريحات الأمريكية بشأن قرار "أوبك +": لا نقبل أي نوع من الإملاءات
كانت الخارجية المصرية قد أصدرت، في وقت سابق، بيانا عبرت فيه عن دعم مصر الموقف السعودي في الأزمة الحالية بين الرياض والإدارة الأمريكية.
وأكد أباظة أن "المصالح الأمريكية في المنطقة أبعد كثيرا من تحرك مؤقت في أسعار النفط، والسعودية تدرك أن أمريكا لن تضحي بمصالحها في المنطقة لخلاف على مستوى إنتاج النفط، مصر أيضا تدرك ذلك، والأزمة الحالية ستمر ولا أتوقع أن تترك أثرا كبيرا، فقط ستكون علامة هامة أن دولة مثل السعودية بكل ما تربطها بأمريكا من مصالح، يمكنها أن تقدم المصالح المباشرة على الانحيازات السياسية".
كان تحالف "أوبك+" للدول المصدرة للنفط قد وافق، خلال اجتماعه الأربعاء 5 تشرين الأول/أكتوبر، على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا.

وبحسب بيان صادر عن "أوبك+"، فقد تقرر "تعديل الإنتاج الإجمالي بالخفض بمقدار مليوني برميل يومياً بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني 2022".

وأرجع البيان السبب في هذا القرار إلى "عدم اليقين الذي يحيط بآفاق الاقتصاد العالمي وسوق النفط، والحاجة إلى تعزيز التوجيه طويل المدى لسوق النفط".
ويعد هذا التخفيض للإنتاج الأكبر منذ تفشي جائحة كورونا، ويعكس مدى قلق "أوبك" حيال الاقتصاد العالمي المتباطئ، ويمكن أن يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط.
الكويت تعلن عن تضامنها الكامل مع السعودية حيال التصريحات عقب قرار "أوبك+"
وانتقدت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، قرار "أوبك +"، واعتبرته "قرارا قصير النظر، ويمثل انحيازا لروسيا"، حيث تسعى دول الغرب للتأثير سلبا على مبيعات روسيا من النفط والغاز منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية.
ووصل الأمر إلى أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه يجب على واشنطن الآن "إعادة التفكير" في علاقتها مع الرياض بعد القرار.
ورفضت السعودية، هذه التصريحات "التي لا تستند إلى الحقائق"، وأشارت إلى أن قرار "أوبك +" اتُخذ بالإجماع من كافة دول المجموعة.
وشددت المملكة على أنها لا تقبل أي نوع من الإملاءات، وترفض أي تصرفات تهدف لتحوير الأهداف، التي تسعى إليها لحماية الاقتصاد العالمي.
مناقشة