العقوبات الأوروبية على إيران... هل تعطل استئناف مباحثات الاتفاق النووي؟

في وقت لم تفلح الجهود الدولية والأمريكية لإعادة إيران مرة أخرى لطاولة المفاوضات من أجل توقيع الاتفاق النووي، بعد مباحثات دامت لسنوات وعلى وشك الفشل، أعلنت أوروبا حزمة جديدة من العقوبات المفروضة على طهران.
Sputnik
وأعلن المكتب التمثيلي لجمهورية التشيك، الذي يترأس الاتحاد الأوروبي حاليا، الخميس الماضي، أن "عقوبات الاتحاد الجديدة ضد إيران، ستدخل حيز التنفيذ ابتداءً من اليوم".
وأوضح أن "العقوبات ستطول أربعة أشخاص جدد، ثلاثة منهم أفراد عاديون، ومنظمة واحدة، كما سيتم توسيع الإجراءات التقييدية ضد أربع شركات أخرى، كانت تخضع سابقا للعقوبات الأوروبية".
أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم السبت، "الحظر الذي أعلنه الاتحاد الأوروبي، والحكومة البريطانية، نافية إدعاءاتهما بشأن استخدام المسيّرات الإيرانية في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إننا "نرفض الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة حول نقل الطائرات المسيرة لاستخدامها في الأزمة في أوكرانيا"، مضيفا: "أكدنا مرارا على ضرورة التزام الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بأهداف وميثاق المنظمة واحترام حقوق الدول وسيادتها ووحدة أراضيها"، حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.

تجارب أوروبية وأمريكية فاشلة

اعتبر صادق الموسوي، المحلل السياسي الإيراني، إن العقوبات المستمرة والمتتالية التي تعلن عنها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية من آن لآخر، طبيعية وتأتي في سياق توقف المفاوضات النووية بين الطرفين، وتمسك كل طرف بشروطه.

وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، عندما تتوقف المفاوضات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية تبدأ الضغوط السياسية من قبل الطرفين، كما يحدث الآن مع إيران.

وأكد أن الأوروبيين والأمريكيين الآن في جهة واحدة، متحدون من أجل تكثيف الضغوط، لعل إيران تتراجع عن شرطها الإضافي التي تحاول الولايات المتحدة التملص منه، لكن في النهاية إيران ثابتة وفي طور الدخول في تحالفات أخرى مع الكتلة الشرقية وروسيا والصين وأسيا الوسطى.
وتابع: "في النتيجة النهائية هذا الضغط مستمر، حتى يخضع طرف من الأطراف لشروط الطرف الآخر، والأقدر والأقوى في النهاية سيقبل المجتمع الدولي بأطروحته، وكذلك أمريكا، والتي قالت على لسان وزير خارجيتها، إن الخيار المفضل لديها هو الدبلوماسية، وليس هناك أي سبيل للضغوط العسكرية والأمنية".
البيت الأبيض يستبعد استعادة الاتفاق النووي الإيراني
ويرى أن العقوبات الجديدة نوع من شد الحبال خاصة خلال تحريك الاضطرابات الداخلية والتظاهرات في المدن الإيرانية، لعل هذه الأمور مجتمعة تؤثر على موقف طهران من الاتفاق النووي.
وعن إمكانية أن تخضع طهران إلى الضغوط الأوروبية والأمريكية للقبول بأطروحة الاتفاق النووي، استبعد الموسوي هذا الأمر، حيث أكد أن التجارب السابقة فشلت جميعها في تحقيق ذلك، ولا خيار أمام الولايات المتحدة إلا القبول بالمقترحات الإيرانية، سواء اليوم أو غدًا أو بعد ذلك، ليس هناك أي استعجال إيراني في هذا الصدد.

موقف إيراني ثابت

بدوره اعتبر الدكتور عماد أبشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن العقوبات الأوروبية ومن قبلها التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية متوقعة، في إطار الضغط الذي يمارسه الغرب على إيران.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تأتي العقوبات الجديدة، والتهديدات الأوروبية المتصاعدة كنوع من الضغط والتهديد على إيران من أجل العودة إلى المحادثات النووية التي توقفت منذ فترة، وكذلك القبول بالشروط الأمريكية والأوروبية، وصرف النظر عن البنود التي تتمسك طهران بتواجدها داخل أي اتفاق مقبل.

وعن إمكانية الخضوع الإيراني لهذه الضغوط، قال أبشناس إن طهران غير مستعدة في الوقت الراهن بالقبول بأي مقترح أوروبي أو أمريكي لا يشمل رفع العقوبات المفروضة عليها، وكذلك يتضمن الضمانات التي تريدها، مؤكدًا أن العقوبات الجديدة لن تؤدي إلى إحداث أي تغيير في الموقف الإيراني الثابت.

وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أكد الخميس الماضي، أن "الادعاءات بشأن تزويد إيران لروسيا بأسلحة وطائرات مسيرة لاستخدامها ضد أوكرانيا لا أساس لها".
ورفض الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ما وصفها بالادعاءات غير الصحيحة بشأن مواقف إيران من النزاع في أوكرانيا، وذلك في ظل تداول وسائل إعلام غربية تقارير حول تزويد طهران لموسكو بطائرات مسيرة لاستخدامها في العمليات الدائرة في أوكرانيا.
أمريكا تستبعد العودة للاتفاق النووي الإيراني في المستقبل القريب
واستبعدت الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس الماضي، أي إحياء وشيك للاتفاق النووي الإيراني، حيث أصدرت تقييما متشائما للمحادثات المتعثرة منذ فترة طويلة بشأن اتفاق عام 2015.
وفي وقت سابق الشهر الجاري، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن عملية إحياء الاتفاق النووي مع القوى الدولية لا تزال ممكنة.
وقال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني: "ما زالت هناك إمكانية وفرصة لاستئناف تنفيذ الاتفاق النووي"، على الرغم من توقف المحادثات منذ فترة طويلة بشأن اتفاق 2015.
جاءت تصريحات كنعاني في ظل المحادثات المتقطعة التي تجرى منذ أبريل/ نيسان 2021، لإحياء الاتفاق الذي خفف العقوبات على إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
مناقشة