ووفقا لتقرير له، أكد هولمز أن الجيش الأمريكي ليس لديه القدرات والوسائل الكافية لأداء المهام المطلوبة في غرب المحيط الهادئ.
وأشار إلى أن القوات الأمريكية "ضعيفة" مقارنة بالالتزامات المعروضة عليها في مثل هذه المسارح المحاصرة مثل غرب المحيط الهادئ، موضحا أن "الولايات المتحدة بقواتها البحرية المتهالكة وجدت نفسها في منطقة خطر، حيث يمكن للصين الصاعدة أن تشعر بضعف منافسها الجيوسياسي وتطردها من قاعدتها، استنادا إلى الاعتبارات الديموغرافية والاقتصادية والعسكرية الآن".
في الأثناء، عبّر زعماء الاتحاد الأوروبي عن القلق المتزايد بسبب الاعتماد الاقتصادي على الصين، وقالوا إنهم يحتاجون إلى موقف متحد حيال بكين.
وقالت إدارة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في ورقة أُعدت لقمّة زعماء التكتل هذا الأسبوع، إنه يجب الآن النظر إلى الصين أساسا باعتبارها منافسا يعمل من أجل "رؤية بديلة للنظام العالمي" الراهن.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، طارق فهمي، إن "الولايات المتحدة تعيد تقييم حساباتها تجاه الموقف الروسي الصيني، وستكون الخطوة التالية هي إدخال الصين على خط التفاوض الراهن، لاعتبارات متعلقة بما يجري في مسرح العمليات؛ لأن هناك مخاوف أمريكية من تعدد مسرح العمليات بصورة كبيرة وانتقال المواجهة في أزمة أوكرانيا لمساحة أخرى".
وأشار إلى أن "القضية ليست في تنويع التحالفات أو إعادة تدوير السياسات، لكنها مرتبطة بالتحرك الأمريكي المباشر، والذي ربما يسعى لمحاولة إدخال الصين كطرف في المعادلة السياسية الاستراتيحية الجديدة"، موضحًا أن "صعود الصين وروسيا في هذ المرحلة مهم لإحداث التوازن الدولي في النظام العالمي".
وأوضح رئيس مركز الدراسات الآسيوية والصينية، هيثم مزاحم، أن "الأمريكيين يقرون بأن هناك ضعفا ونقصا في القوات والقطع البحرية بالمحيط الهادئ، لكن هذا ليس ضعفا أمريكيا شاملا حيث لا تزال الولايات المتحدة قوة عظمى عسكريا واقتصاديا، رغم بعض الثغرات والضعف حتى على مستوى السياسية الداخلية، وقد أثبتت قدرتها على تهييج الغرب وحشد الدول الغربية من أوروبا لأستراليا وحلفائها في آسيا وغيرها، لمواجهة أي تهديد حقيقي أو وهمي أو منافس أو خصم تريد محاربته".
وذكر أن الصين "ربما تتفوق عسكريا في المحيط الهاديء، لكنها تتهيب الحرب مع أمريكا ولا يقين لديها بقدرتها على التفوق إذا ما وقعت المواجهة، كما أنها لا ترى نفسها مهيأة لمواجهة في الوقت الحالي إلا إذا اضطرت".
وأكد رئيس قسم الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية في مركز جنيف للدراسات، ناصر زهير، أن "الاتحاد الأوروبي لن يقوم بإجراءات سلبية وسريعة ضد الصين، كما أنه لا يستطيع ذلك في الوقت الحالي، لكنه ربما يحاول إرسال رسالة تحذير للصين بأن دعمها لروسيا قد يؤثر على سياسية الاتحاد تجاه الصين".
وأشار إلى أن "إعادة تقييم التوجه الأوروبي نحو الصين كان سيتم على أي حال، حيث يتعلق بالمنافسة الصينية الأوروبية"، مبيّنًا أن "الأهم الآن هو أن أوروبا لا تريد الانجرار إلى ما تريده الولايات المتحدة، من اعتبار الصين عدوا أول لأوروبا"، معتبرًا أن "التناقض الظاهر في التوجهات لأوروبية تجاه الصين هو الفرق بين التصريحات الدبلوماسية والمواقف العملية والمصالح الاقتصادية".
يمكنكم متابعة المزيد من خلال برنامج بوضوح
إعداد وتقديم: جيهان لطفي