القاهرة- سبوتنيك. وقال رئيس حكومة الإنقاذ الوطني [غير معترف بها] المشكلة من "أنصار الله"، عبد العزيز بن حبتور، خلال لقائه اليوم في صنعاء، مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف، مارتين شويب، الذي يزور اليمن حالياً، حسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في نسختها التي تديرها الجماعة، إن "الجهد الإيجابي للجنة الدولية للصليب الأحمر في ملف الأسرى يحظى باهتمام ومتابعة المجلس السياسي الأعلى والحكومة، إضافة إلى إسهامها الإنساني في ملف الهجرة غير الشرعية".
وأشاد بـ"دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عمليات تبادل الأسرى والجرحى"، مؤكداً أنه "على الرغم من المشاريع الحيوية للجنة، إلا أن حجم احتياجات الشعب اليمني في تزايد جراء الحرب والحصار".
واتهم ابن حبتور، دول التحالف العربي بقيادة السعودية بـ "استخدام إمكانياتها المادية والدبلوماسية والإعلامية لاستمرار الحرب على اليمن وإفقار شعبه عبر حصارها الخانق ونهبها ثروات الشعب اليمني من المشتقات النفطية واستخدام عائداتها في هذه الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات"، على حد قوله.
من جانبه، أكد مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف، أن "اليمن يحتل أولوية لدى الصليب الأحمر ومشاريعه الإنسانية على المستوى العالمي".
وقال إن "اللجنة الدولية ستنفذ مشاريع جديدة في إطار مساهمتها في الجهود الإنسانية الأممية والدولية للتخفيف من معاناة أبناء اليمن جراء الحرب "، مؤكداً "التزام اللجنة بمواصلة نشاطها وتوسيع حجمه خلال الفترة المقبلة".
ويوم السبت الماضي، أعلنت "أنصار الله" توقيعها على قائمة نهائية مع السعودية لتنفيذ تبادل أسرى ضمن اتفاق توصلت إليه الجماعة مع الحكومة اليمنية في آذار/مارس الماضي، لإنجاز صفقة تشمل 2223 أسيراً هي الأكبر منذ اندلاع الصراع في اليمن.
وتتضمن صفقة الأسرى المتفق عليها بين طرفي النزاع في اليمن، 19 عسكرياً وسودانياً من قوات التحالف العربي، وقائدان بارزان من القوات الحكومية.
ووفقاً لوكيل وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية عضو اللجنة الإشرافية لتبادل الأسرى والمختطفين، ماجد فضائل، فإن الاتفاق يتضمن إطلاق "أنصار الله" سراح 823 أسيراً لديها، منهم 800 يتبعون الحكومة و16 أسيراً سعودياً وثلاثة سودانيين، بالإضافة إلى شقيق الرئيس اليمني اللواء ناصر منصور هادي، ووزير الدفاع السابق اللواء الركن محمود الصبيحي، وكذا شقيق ونجل عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق محمد عبد الله صالح، مقابل إفراج الحكومة عن 1400 أسير تابع للجماعة.
وحال تنفيذ الاتفاق فإن الصفقة ستكون الأكبر في ملف الأسرى من حيث العدد، خاصة بعد تبادل الطرفين بإشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، في 16 أكتوبر/ تشرين الأول قبل الماضي، 1056 أسيراً ومعتقلاً بينهم 15 سعودياً و4 سودانيين من قوات التحالف العربي، ضمن اتفاق سويسرا الذي توصل إليه الطرفان أواخر سبتمبر/ أيلول قبل الماضي.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2018، تبادلت الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله"، ضمن جولة مفاوضات السلام في ستوكهولم، قوائم بنحو 15 ألف أسير لدى الطرفين، ضمن آلية لتفعيل اتفاق تبادل الأسرى.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/مارس من 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.