هل يتجه المبعوث الأممي في ليبيا لوضع خارطة طريق جديدة؟

لقاءات عدة عقدها المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، مع الأطراف الليبية في الشرق والغرب، خلال الأيام الماضية، في إطار سعيه لصياغة خارطة طريق جديدة.
Sputnik
وخلال إحاطته الأولى إلى مجلس الأمن، اليوم الاثنين، قال باتيلي: "أنوي في الأسابيع المقبلة عقد اجتماع بين قاعدة مجلسي النواب والدولة، كما أنوي السفر إلى سرت ولقاء اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) وإحياء المسار العسكري، وأخيرًا سأعمل على تعبئة المسار الدولي تماشيًا مع النهج الذي شرحته آنفًا".
روسيا تعلن استعدادها بحث تمديد مهمة الأمم المتحدة في ليبيا لمدة عام
ورأى باتيلي أن "الجهات الحاكمة الآن قادرة على تقديم الخدمات، ولكن لا بد أن تكون على أساس شرعي، لذلك لا بد من إجراء الانتخابات، وسأعمل مع الأطراف الليبية لمساعدتها لإجراء الانتخابات".
يرى الخبراء أن العديد من التحديات يواجهها المبعوث الأممي الجديد رغم ترحيب جميع الأطراف، وأن تعقيد الوضع في الداخل يحتاج لجهود كبيرة، فضلا عن اختلاف المواقف الإقليمية والدولية من الأزمة الليبية.
كما يرى الخبراء أن باتيلي مُطالب بإعداد خارطة طريق جديدة في ليبيا، أو إجراء تعديلات على الخارطة السابقة المنتهية، والتي لم تصل إلى تنفيذ الانتخابات التي وضعت من أجلها.
من ناحيته قال أحمد الشركسي عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي، إن المبعوث مُلزم بالتواصل مع كل الأطراف، والاستماع لكل المطالب والتوصيات، وأن تحركاته حتى الآن جيدة ومتواصلة، لكن النتائج هي الفيصل في الأمر.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المبعوث الأممي الجديد يواجه تحديات محلية وإقليمية ودولية، وأن خارطة الطريق المرتقبة تتطلب إزالة الكثير من التعقيدات وطرحها منطقية ومقبولة.
ويرى أن المبعوث الأممي مطالب بعدم إهدار الوقت مع الدول التي هدفها فقط استمرار الوضع الراهن، والتي تستفيد من حالة التشظي، وأنه مطالب أيضا بوضع خارطة طريق عاجلة دون التأثر بالأطراف التي تعرقل مسارات الحل.
المبعوث الأممي إلى ليبيا يعلن عن "خلافات عميقة" قد تعيق الوصول إلى الانتخابات
من ناحيته قال محمد الأسمر الباحث الليبي، إن المبعوث الأممي في ليبيا لن يلقى عراقيل في الملف الليبي، خاصة بعد ترحيب جميع الأطراف الليبية بما فيهم حكومة الدبيبة.
بشأن مدى قدرة باتيلي على تقديم خطوات مغايرة لما قدمه كل من سبقوه في المنصب، أوضح الأسمر أن كل ما يمكن اتخاذه بشأن الملف الليبي صدر بحقه قرارات سابقة والتي كان أخرها رقم (2570)، بشأن الخارطة السياسية في ليبيا، لكن الأزمة تبقى في عدم تنفيذ القرارات التي يتم التوافق بشأنها.
ولفت إلى أن باتيلي أمامه نهايات طرفية غير مكتملة، ومنها الاستحقاقات الانتخابية، وأن العراقيل التي حالت دونها هي حج واهية.
ويشير إلى أن المبعوث الأممي مُطالب بوضع خارطة طريق جديدة، خاصة بعد فشل الخارطة السابقة في الوصول إلى الانتخابات وانتهائها، وأن عدم ضبط النصوص في الخارطة الأولى استغلت في عدم إقامة الانتخابات عبر تأويلات مختلفة.
وعقد باتيلي العديد من اللقاءات منذ قدومه العاصمة طرابلس، في الرابع عشر من أكتوبر.
وأوضح في وقت سابق، أنه التقى 12 من ممثلي المجتمع المدني و8 من ناشطات وأكاديميات من مجالات متعددة كالاقتصاد والتعليم والعلوم وعلم الاجتماع، وأن ذلك يأتي في إطار "جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لبلورة حلول للأزمة من الليبيين أنفسهم"، حسب بيان البعثة.
الدبيبة يقول إن الحديث عن مسارات موازية لتقاسم السلطة في ليبيا لم يعد مقبولا
كما التقى المبعوث الأممي برئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، واجتمع برئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ونائبه عبد الله اللافي، كما التقى برئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، وبالقائد العام لـ"الجيش الوطني" المشير خليفة حفتر، وبالعديد من النشطاء ومنظمات المجتمع المدني في مختلف أنحاء البلاد في إطار سعيه للاستماع للأطراف كافة.
مناقشة