القاهرة- سبوتنيك. وقال أدهم، في تصريحات لسبوتنيك، إن "مسألة ربط نظام الدفع المصري بنظام الدفع الروسي، نوقش بجدية ووصل لمرحلة متقدمة منذ أشهر، ولكن للأسف الأوضاع السياسية، وخاصة العقوبات المطبقة على روسيا أعاقت الإقدام على هذه الخطوة".
وأضاف أدهم "العقوبات على روسيا في حد ذاتها لا تمنع من ربط النظامين من الناحية الاقتصادية، ولكن ربط نظام الدفع المصري بالروسي، قد يعني بالنسبة لمصر الخروج من نظام الدفع العالمي "سويفت" وهو ما يعني كارثة لها، والاقتصاد المصري مع ميزان تجاري مختل بشدة، لن يتحمل الخروج من سويفت".
وأكد أدهم "القرار هنا سياسي وليس اقتصاديا، فالتبادل التجاري لمصر مع روسيا، مهم جدا لمصر، خاصة في مجال الحبوب مثلا، ولكن التبادل التجاري بين مصر وكل العالم سيكون مهددا في حال خروجها من سويفت".
وفيما يتعلق بالسماح للسياح الروس بالدفع بالروبل الروسي في المنشآت السياحية في مصر، قال أدهم "نتمنى أن يحدث ذلك، الميزان التجاري بين مصر وروسيا، لصالح روسيا، وبالتالي السماح للسياح الروس بالدفع بالروبل في مصر، فضلا عن أنه سينعش السياحة بشكل عام، فهو أيضا سيسهل على السياح الروس القدوم لمصر والإنفاق بالروبل، وبالتالي يمكن لمصر الشراء من روسيا بالعملة الروسية، ما يعني توفير عملات صعبة لمصر، وتحسين السياحة في نفس الوقت".
وأضاف:
"للأسف هذا القرار أيضا يخضع لمواءمات سياسية، وليس للعوامل الاقتصادية وحدها، هذه الاقتراحات وغيرها كانت مطروح منذ أشهر، وكلها مفيدة جدا للاقتصاد المصري والروسي، ولا يوجد ما يعوقها سوى السياسة والأوضاع الحالية على الساحة الدولية".
وأوضح أدهم أنه "بالطبع قرار دفع السياح الروس بالروبل في مصر رغم أي معوقات أسهل من قرار الربط بين نظامي الدفع، ويمكن أن يطبق في مرحلة مقبلة، وهو ما سيفيد في التجارة مع روسيا".
وأضاف "مؤشر الجنيه الذي تحدث عنه محافظ البنك المركزي المصري مؤخرا، قد يكون مدخلا جيدا، فوجود مؤشر للجنيه لا يرتبط بالدولار وحده، قد يسهل إدخال الروبل الروسي واليوان الصيني ضمن سلة العملات التي يعتمد عليها المؤشر، وذلك أمر منطقي في ظل التبادل التجاري بين مصر من جهة وكلا من الصين وروسيا من جهة أخرى، وهو ما سيسهل معادلة أسعار السلع والخدمات التي يشتريها السياح الروس في مصر بالروبل ضمن مؤشر الجنيه، ولكن حتى الآن لم تتضح تفاصيل هذا المشروع، ولكن لا يمكن أيضا إغفال السياسة في كل ما يتعلق بالاقتصاد في هذه المرحلة".
وأعلن محافظ البنك المركزي المصري خلال المؤتمر الاقتصادي (مصر 2022) أن البنك المركزي بصدد وضع مؤشر للجنيه لا يرتبط فقط بالدولار، ولكن بسلة من العملات بالإضافة للذهب.
وفي أعقاب تطبيق عقوبات اقتصادية على روسيا، على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، والتي تضمنت استبعاد روسيا من نظام الدفع العالمي (سويفت)، تناولت وسائل إعلام مصرية إمكانية ربط نظام الدفع المصري (ميزة) بنظام الدفع الروسي (مير)، لتسهيل التبادل التجاري بين البلدين.
كما دعت غرفة السياحة المصرية إلى السماح للسياح الروس بالدفع بالروبل في المنشآت السياحية المصرية، لمواجهة تراجع السياحة الروسية، ولتوفير العملة الروسية للواردات المصرية من روسيا.