واشنطن وفرنسا يعبثان بالمشهد في تشاد... خبراء يوضحون التفاصيل

عادت حالة الاستقرار إلى الشارع التشادي مرة أخرى بعد انتهاء الحوار الوطني الشامل بأسابيع، بعد أن توصل إلى نتائج متوافق عليها بين المشاركين في الحوار.
Sputnik
وأكد الخبراء أن التدخلات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا تتبع سياسة "الكيل بمكيالين" حيث تدعم السلطة والمعارضة في آن واحد من أجل الحفاظ على مصالحهما والإمساك بخيوط المشهد من جميع الأطراف.
ويرى الخبراء أن السياسة الغربية في تشاد تحول دون الاستقرار والتوصل إلى شكل الدولة الوطنية، إذ تحاول الدول الغربية الإبقاء على الأطراف التي تحافظ على مصالحهم في المقام الأول.
وقبل أيام اندلعت احتجاجات في تشاد أسفرت عن مقتل 50 شخصا وإصابة المئات، حيث رفعت خلال الاحتجاجات مطالب بعدم تمديد الفترة الانتقالية لمحمد ديبي، الذي تولى رئاسة البلاد خلفا لوالده إدريس ديبي الذي اغتيل في أبريل/ نيسان من العام الماضي.
تظاهرات في تشاد ترفض نتائج الحوار الوطني الشامل والقوات الحكومية تطلق النيران على المتظاهرين

نفق مظلم

فيما قال عبد الرحمن عمر قرقوم المحلل السياسي التشادي، إن احتجاجات العشرون والحادي والعشرون أخذت بالوضع السياسي إلى نفق مظلم، وأن الجميع يستثمر في المشهد، حيث تلعب المعارضة دور الضحية ، في حين الحكومة تعتبره محاولة تمرد تستوجب رد من القوى الأمنية.
فيما يأمل زعماء حراك( وقت تما) بتحقيق دولي مستقل يضيق الخناق على الحكومة القائمة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن " حصيلة القتلى متضاربة، حيث ذكر مصدر مقرب من الحراك يأن عدد الضحايا وصل لثلاث مائة قتيل"، فيما تقول المصادر الرسمية إن الأعداد بلغت "50 قتيلا".

دور الغرب في المشهد

وشدد على أن الدول الغربية "تلعب على الجانبين" إذ تساند المعارضة ببيانات صحفية، وتقف مع الحكومة كشريك استراتيجي في حربها على الإرهاب بمنطقة الساحل.
وتابع " الأمر الذي لم ينطوي على زعماء الحراك على رأسهم رئيس حزب المغيرون د/ سيكسي ماسرا، الذي طالب شركاء البلاد إلى اتخاذ خطوات جادة تتجاوز بياناتهم الجوفاء".
ويرى أن الولايات المتحدة تتدخل في المشهد للحفاظ على هيمنتها وسيطرتها، في حين أن بقية الدول الغربية مواقفها متأرجحة، سوى فرنسا التي لم تدخر جهدا في دعم المجلس الانتقالي".
باريس تدين أعمال العنف في تشاد احتجاجا على نتائج الحوار الوطني وتنفي مزاعم تورطها

تأزم المشهد

ولفت إلى أن الوضع مرشح للتأزم، خاصة أن مواقف الدول الفاعلة لم تنجلي بعد، وأن تلك المواقف قد تنعكس سلبا على الوضع الهش، ليس على الصعيد الداخلي فحسب، بل صعيد الجبهات التعبئة على أشدها وخاصة حركة الوفاق.
من ناحيته قال أبو بكر عبد السلام، إن الاحتجاجات دعت لها بعض الأحزاب والتجمعات من أجل تسليم السلطة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الاحتجاجات سقط فيها ما يقرب من 50 قتيلا.

العبث الفرنسي

ولفت إلى أن فرنسا تحاول أن تتمسك بأوراقها في تشاد من أجل الحفاظ على مصالحها في تشاد، خاصة في ظل اتهامات صريحة لمؤسسات فرنسية نشطة في الداخل.
ولفت إلى أن السفارة الأمريكية وثقت الكثير من المشاهد خلال تظاهرات 20 أكتوبر.
ويرى أن التدخلات الغربية في المشهد الداخلي تؤدي إلى عدم الاستقرار في تشاد، وأن جميع التدخلات تحول دون التوافق الداخلي على العوامل الأساسية التي تقوم على أساسها الدولة.
تشاد تعلن حظر التجول بعد مقتل 50 شخصا خلال احتجاجات

مواقف الغرب

من ناحيته قال الأكاديمي التشادي إسماعيل محمد طاهر، إن الجانب الفرنسي دعم الحكومة الانتقالية في بداية عهدها، منذ اللحظة الأولى، وأن هذا الدعم استمر إلى نهاية الفترة الانتقالية الأولى، حتى عقد الحوار الوطني الشامل.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي كانوا يحرصون على استقرار الوضع في تشاد مستقر إلى حد كبير.
في المقابل فإن بعض الجهات الأخرى، منها الكونغرس الأمريكي والسفير الأمريكي في البلاد، إضافة إلى بعض المنظمات الدولية الحقوقية تتحدث أن الحوار متعثر ويفتقد إلى مشاركة الجميع، حسب الأكاديمي.
وأوضح أنه بعد انتهاء الحوار الوطني الشامل فإن نفس هذه الجهات الأجنبية بدأت تتحدث أن نتائج الحوار الوطني الشامل، وأنه دون المستوى المتوقع.

دور واشنطن

ويرى أن الجهات الخارجية "الولايات المتحدة وأوروبا" يمارسون سياسة "الكيل بمكيالين" في الوضع التشادي، خاصة أن نفس الجهات استنكرت ما حدث للمتظاهرين، دون أي خطوات.
مناقشة