"إن هذه الاشتباكات التي تجري في مناطق الشمال لم تتوقف منذ بداية الحرب في سوريا، لذلك ما استند إلى تفجر الخلافات بسبب إغتيال أبو غنوم ليس هو السبب المباشر، بالحقيقة يبدو أن تركيا سئمت من قادة الفصائل والمليشيات التابعة لما يسمى "اللجيش الوطني"، ثمانون ألف مقاتل، لم تألو جهداً تركيا بدعمهم. مايسمى "الجيش الوطني" تابع لما يسمى بالحكومة المؤقتة ومقرها غازي عنتاب والتي لم تنقل حتى الآن نشاطها وإدارتها إلى الشمال السوري، ولم تنتج إدارة عسكرية وأمنية تستطيع فرض سيطرتها على الشمال السوري، وحتى الآن النموذج الذي قدمه أبو محمد الجولاني هو الأكثر نجاحاً بالنسبة لفرض السيطرة إن كان مايسمى ضمن حكومة الأنقاذ أو مايسمى بالمؤسسات الأمنية أو المدنية وعلى مايبدو يتضح هنا أن تركيا تستعد لتسليم هذه المناطق إلى الحكومة السورية نحو متابعة تصحيح العلاقة بين البلدين".
"يمكن النظر إلى هذه القضية من عدة مسارات يتقدمها مساران رئيسيان، المسار الأول هو إلقاء اللوم المتبادل من كلا الطرفين واتهام كل منهما الثاني في عدم تطبيق الاتفاقات. الصراعات القائمة هي بسبب عدم وحدة الهدف أو الإرتباط أو الفكر أو المنهج العسكري والسياسي لهذه القوات، وهذا ما يتعب تركيا. أنا لا أميل إلى فكرة أن تركيا تذكي هذه الصراعات لأن تركيا لو أرادت الولوج إلى صفقة عسكرية لا أظن أنها تحتاج إلى هذه المظلة كونه لديها قدرة كبيرة على التحكم في الشمال السوري. هذا الشد والجذب مرتبط بالنجاحات والمكاسب السياسية أو في الميدان إضافة إلى المتغيرات الإقليمية التي جمدت نوعا ما الملف السوري، المسألة الثانية هي التغير الحاصل في المسؤولين عن الملف السوري في تركيا، لذا نلاحظ في الفترة الأخيرة تراخي وبرود في الملف السوري. تركيا ربما تسير الآن على بسرعة أقل من ذي قبل في قضايا الإستلام والتسليم أو الاتفاقات القديمة قد يكون بسبب قراءات استراتيجية أكبر مع روسيا في مواضيع أخرى وتريد أن تنفذ خطة سياسية أكبر لمصالحها الأمنية والاستراتيجية والاقتصادية، وربما في هذا السياق يأتي البرود أو الهدوء في الملف السوري".