مجتمع

زراعة الأرز في الصحراء... سعودي يبتكر تجربة فريدة لمواجهة أزمة الغذاء... صور وفيديو

وسط المخاوف الدولية من أزمات الأمن الغذائي وندرة المياه العذبة وتقلص مساحة الرقعة الزراعية في مقابل الأراضي الصحراوية، نجح مهندس سعودي في ابتكار مادة عضوية تسمح باستخدام المياه المالحة في الزراعة، وتهيئ التربة الصحراوية، ما مكنه من الزراعة الجافة في المناطق الصحراوية لمحاصيل الأرز في تجربة هي الأولى من نوعها في العالم.
Sputnik
ويقول المبتكر السعودي، المهندس يوسف عبد الرحمن بندقجي، وهو باحث متخصص في زراعة الأرز والزراعات الحديثة وتقنيتها، في تصريحات لـ "سبوتنيك"، إن "ابتكاره الذي يعمل عليه منذ سنوات، يأتي لخدمة الحرص العالمي على تنمية الأمن الغذائي، ووفق توصيات منظمة (الفاو) الدولية باستدامة زراعة محاصيل الأرز والقمح والشعير على الصعيد العالمي، لا سيما وأن هذه المحاصيل الاستهلاكية تواجه شحا كبيرا في الأسواق، وكذلك أزمات انخفاض المساحات الزراعية حول العالم نتيجة التصحر والفيضانات وحرائق الغابات، وغيرها".
و"دفعت البيئة الصحراوية لشبه الجزيرة العربية، والتضاريس المختلفة، ومشكلة شح المياه وارتفاع درجة الحرارة، يوسف إلى البحث عن فكرة تمكنه من زراعة بعض المواد المهمة مثل الأرز في هذه البيئة الصعبة، لتوفير الأمن الغذائي لمنطقة الخليج العربي، فكان لا بد من التغلب على مشكلتين: الأولى أن المياه الموجودة في هذه المناطق لا تصلح للاستهلاك الزراعي بسبب زيادة نسبة الأملاح بها، وأحيانا تكون مياه كبريتية يمكنها تدمير المحصول، أما الثانية: معالجة التربة الصحراوية ذات الملوحة المرتفعة، حيث تصل الحرارة على سطح الرمال إلى 65 درجة مئوية، وهي ما يستحيل معها أن تعيش النباتات"، بحسب بندقجي.
ويضيف بندقجي أن "تفكيره في البداية كان ينصب حول الاستفادة من مياه البحار والآبار المالحة والبحيرات الكبريتية ومياه السدود التي يتخللها العديد من العناصر في عملية الري، وكذلك محاولة معالجة التربة الصحراوية المالحة في منطقة الخليج، لكن بشرط أن يتم الاستعانة بتقنيات صديقة للبيئة وتكون سهلة الاستخدام، من أجل خلق بيئة زراعية جديدة تناسب طبيعة تضاريس تلك المناطق".
وشرع المهندس السعودي في ابتكار مادتين باستخدام الكيمياء العضوية، يمكنهما التفاعل مع الأملاح الموجود بالمياه والتربة، وفيما يتعلق بالتربة، وبعد 220 محاولة منذ عام 2009، تمكن من الوصول إلى مركب يمكنه تهيئة التربة الصحراوية المالحة، إذ تعمل على ذرات "النانو تكنولوجي" على جذب ذرات الملح وتخزينها وتغيير خصائصها وتحويلها إلى ذرات نافعة، وقد تمّت تجربة المركب على التربة وأعطى نتائج مبهرة.
1 / 11
المهندس السعودي، يوسف عبد الرحمن بندقجي، يبتكر تجربة فريدة لمواجهة أزمة الغذاء
2 / 11
المهندس السعودي، يوسف عبد الرحمن بندقجي، يبتكر تجربة فريدة لمواجهة أزمة الغذاء
3 / 11
المهندس السعودي، يوسف عبد الرحمن بندقجي، يبتكر تجربة فريدة لمواجهة أزمة الغذاء
4 / 11
المهندس السعودي، يوسف عبد الرحمن بندقجي، يبتكر تجربة فريدة لمواجهة أزمة الغذاء
5 / 11
المهندس السعودي، يوسف عبد الرحمن بندقجي، يبتكر تجربة فريدة لمواجهة أزمة الغذاء
6 / 11
المهندس السعودي، يوسف عبد الرحمن بندقجي، يبتكر تجربة فريدة لمواجهة أزمة الغذاء
7 / 11
المهندس السعودي، يوسف عبد الرحمن بندقجي، يبتكر تجربة فريدة لمواجهة أزمة الغذاء
8 / 11
المهندس السعودي، يوسف عبد الرحمن بندقجي، يبتكر تجربة فريدة لمواجهة أزمة الغذاء
9 / 11
المهندس السعودي، يوسف عبد الرحمن بندقجي، يبتكر تجربة فريدة لمواجهة أزمة الغذاء
10 / 11
المهندس السعودي، يوسف عبد الرحمن بندقجي، يبتكر تجربة فريدة لمواجهة أزمة الغذاء
11 / 11
المهندس السعودي، يوسف عبد الرحمن بندقجي، يبتكر تجربة فريدة لمواجهة أزمة الغذاء
كما تمكن بندقجي من ابتكار مركب لمعالجة المياه التي تمتاز بملوحة مرتفعة جدا، بطريقة عضوية صديقة للبيئة لا تسبب أي أضرار أو طفرات جينية، ولا تؤثر على المحاصيل أو الإنسان أو على التربة أو على طبقة المياه السطحية والجوفية، حيث تم تطبيق عدة تجارب بالتعاون مع أمانة جدة، في الحدائق العامة لتهيئة الآبار التي تستخدم في ري الزرع، وحققت نجاحا كبير، وفقا لقول بندقجي.
وبعد نجاح ابتكاره، بدأ المهندس السعودي قبل عامين في تجربة فريدة من نوعها لزراعة 52 صنفا مختلفا من النباتات من ضمنها الأرز، وكانت هناك مخاوف من زراعة الأرز تحديدا، إلا أن التجربة كانت ناجحة، وتمكن من حصد 3 أجيال زُرعت في مناطق جدة الصحراوية، وفي مناطق أخرى بعيدة، عبر جداول ري وضعت خصيصا لكل منطقة.
وأشار إلى "أن المحاصيل خضعت لتحاليل دقيقة في مختبرات شهيرة، وتأكدت من سلامة كل الفحوصات والعينات، وأنها خالية من أي معدلات وراقية، ومن المواد الكيمائية، وصالحة للاستهلاك الآدمي".
وأردف: "كما تم زراعة نباتات أخرى مثل البرسيم والشعير ودوار الشمس والملوخية"، مؤكدا أن "هذا الابتكار يتيح زراعة هذه المواد وغيرها طوال العام، في معظم مدن العالم، فبعد أن نجحت التجربة في بيئة الخليج التي تمتاز بالحرارة الشديدة وشح المياه وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، يمكن تطبيقها في أماكن أخرى وبيئات مختلفة، حتى في المناطق الباردة لكن بعد تهيئتها وتوفير المناخ الملائم لها".
ويوضح المهندس السعودي، يوسف عبد الرحمن بندقجي، أن "زراعة الأرز والقمح والشعير في الصحراء بنظام الزراعات الجافة، وبمنظومة ري 4 مرات في الشهر فقط، تعمل على توفير كميات مياه الري بنسبة 80%، وكذلك استدامة الحقل لمدة 5 سنوات مع إنتاج مستمر طوال العام، دون الحاجة إلى زراعة البذور مرة أخرى أو نقل النباتات إلى حقل آخر لغرض الإكثار".
العاهل السعودي يؤكد أن إجمالي مساعدات المملكة في مجال الأمن الغذائي والزراعي أكثر من 2.8 مليار دولار
وتابع مؤكدا أن "عدم استخدام مياه البحر لري المحاصيل لزراعة الصحراء يعتبر كارثة بيئية كبيرة، إذ نسعى للتخفيف من الملوحة والمياه المالحة الموجودة في اليابسة، وفي حال استخدمنا مياه البحر على اليابسة سيكون هناك رواسب قد تسبب مشاكل في زيادة ملوحة طبقات الأرض السطحية والجوفية".
ويرى بندقجي أن "زراعة الأرز والمحاصيل الاستهلاكية في الصحراء تحقق فوائد عدة أبرزها، الحفاظ على بعض سلالات الأرز والقمح من الانقراض، والاستجابة للكوارث الطبيعية التي تؤثر على محاصيل الأرز في الدول المتضررة سواء من الأعاصير أو الفيضانات أو الجراد، وتعديل المناخ، وتحقيق أمن الغذاء المحلي باعتباره مطلبا دوليا، وكذلك زيادة الدخل القومي، وإنتاج محاصيل نظيفة عضوية خالية من السموم والهرمونات، أو المعدلة جينيًا ومواجهة أزمة الغذاء العالمية".
مناقشة