الأزمات قدر المنطقة
تلتئم هذه القمة بعد ثلاثة أعوام من انقطاعٍ فرضته ظروف الجائحة، وأحسب أن انعقاد القمة جاء في وقته، إذ أن ما يشهده العالم من تغيرات غير مسبوقة منذ عقود، وما ترتبه هذه التغيرات في الظروف الدولية من تبعات هائلة على الشعوب والدول عبر العالم، يجعل القمة ضرورة واجبة، وفرصة سانحة لكي نرتب أوراقنا، ونناقش قضايانا ومواقفنا العربية في عالم تتحرك أحداثه في سيولة مخيفة... وتتوالى أزماته في تتابع مروع.
تهديد وجودي
أعرف أن دولا عربية تقوم بالكثير من أجل التخفيف من وطأة الأزمات، ومن أجل نجدة إخوانهم العرب في وقت الشدة. هناك، على سبيل المثال، دول تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، ودول تفعل كل ما بوسعها لكي لا يسقط إخواننا في اليمن والصومال في هوة المجاعة.
القضايا العربية
أما في ليبيا، فإننا نتابع عن كثب كافة التطورات، ونقول إن الأمور تحتاج إلى مزيد من المرونة من كافة الأطراف الليبية - وبمساعدة عربية أساسا وهي ممكنة - من أجل تخطي العقبات التي تحول دون إجراء الانتخابات في القريب، وستستمر الجامعة في متابعة الأمر بكل تجرد، واضعة نصب أعينها هدف تحقيق تطلعات الليبيين على أساس قرارات مجلسكم الموقر.
القضية الفلسطينية
إن تعزيز هذا الصمود الفلسطيني البطولي، والدفاع عن هذه القضية المحورية، هو واجب على كل عربي، ونتابع جميعا ما يجري من تصعيد في الأراضي المحتلة بسبب سياسات القمع والقتل التي يُمارسها الاحتلال بدم بارد، إنه تصعيد يُنذر بما هو أسوأ، وللأسف الشديد يقف العالم مكتوف الأيدي، لا يُدافع عن حل الدولتين سوى من طرف اللسان.