كان شولتس في بكين في زيارة تستغرق يوما واحدا، والتي تعكس - رغم الانتقادات - أهمية العلاقات التجارية بين ألمانيا والصين، صاحبي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لا سيما في قطاعي السيارات والتصنيع.
تحدث شولتس عن الأزمة في أوكرانيا وقال إنها تطرح العديد من المشاكل للنظام العالمي القائم على القواعد، كما تطرق إلى الجوع العالمي وتغير المناخ وديون العالم النامي باعتبارها قضايا مهمة.
وفي مؤتمر صحفي لاحق، قال المستشار الألماني إنه أخبر شي أنه "من المهم للصين أن تمارس نفوذها على روسيا". لم يذكر تفاصيل عما يريد الغرب أن تفعله الصين.
وأضاف: "نتفق أنا والرئيس شي على أن التهديدات النووية غير مسؤولة وخطيرة للغاية. باستخدام الأسلحة النووية، ستتخطى روسيا خطا رسمه المجتمع الدولي".
في الأسبوع الماضي، صرح نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، أن بلاده تتابع تطور الوثائق العقائدية للدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
وأضاف: "نشعر بالقلق من أن لغتهم غير واضحة، وزيادة عدد النصوص التي تسمح باستخدام الأسلحة النووية، في حين أن العقيدة العسكرية الروسية لا تسمح بأي تفسيرات مزدوجة لمسألة الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية".
وتابع: "إن عقيدتنا العسكرية والوثائق ذات الصلة فيما يتعلق بالاستخدام المحتمل للأسلحة النووية دقيقة للغاية. وتنص بشكل مباشر على أنه خارج النزاع النووي، لا يمكن استخدام الأسلحة النووية إلا إذا كان هناك تهديد لوجود الدولة... هذا معيار واضح تماما".
تلقى شولتش، الذي سافر مع العديد من كبار رجال الأعمال الألمان، ترحيبا رسميا من شي، الذي أعيد تعيينه للتو رئيسا للحزب الشيوعي الحاكم لولاية ثالثة، في قاعة الشعب الكبرى في قلب بكين.
ونقلت قناة الصين المركزية الحكومية عن شي قوله لشولتس: "في الوقت الحاضر، الوضع الدولي معقد وقابل للتغيير.. بصفتهما قوتين مؤثرتين، يجب على الصين وألمانيا العمل معا في أوقات التغيير والفوضى لتقديم المزيد من الإسهامات للسلام والتنمية في العالم".
وبشأن أوكرانيا، أشار شي إلى أن الصين تدعم ألمانيا والاتحاد الأوروبي في لعب دور مهم في تعزيز محادثات السلام وتعزيز بناء إطار أمني أوروبي "متوازن وفعال ومستدام".
وقال شي إنه يتعين على المجتمع الدولي أن "يهيئ الظروف لاستئناف المفاوضات، ويعارض بشكل مشترك استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها".
دعت موسكو هذا الأسبوع الدول النووية لإظهار استعدادها عمليا للعمل على منع نشوب حرب نووية، والتخلي عن المحاولات الخطيرة لانتهاك المصالح الحيوية لبعضها البعض، وعدم تشجيع الاستفزازات بأسلحة الدمار الشامل، التي من شأنها أن تؤدي إلى عواقب وخيمة.
تواصل القوات المسلحة الروسية، منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، تنفيذ العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا. في 25 مارس/ آذار، أكملت القوات المسلحة الروسية المهام الرئيسية للمرحلة الأولى من العملية، حيث حدت بشكل كبير من الإمكانات والقدرات القتالية للقوات الأوكرانية.
انطلقت العملية العسكرية بعد طلب من جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، لحمايتهما ضد هجمات النظام الأوكراني، بعد سنوات من العدوان والتمييز بحق سكان المناطق الشرقية ومتحدثي اللغة الروسية، والتي دأبت عليها كييف في أعقاب إنقلاب عام 2014.
هددت أوكرانيا روسيا قبيل انطلاق العملية العسكرية بتطوير أسلحة نووية اعتمادا على البنية التحتية المواتية منذ العهد السوفييتي، وسمحت باستخدام أراضيها كنقطة انطلاق لتهديدات حلف "الناتو" تجاه موسكو.