الغرب أكبر مستهلك للحبوب لكنها لا تذهب للبشر!
"إلا أننا عندما نعرف أن البلدان الغنية التي تعتمد في غذائها على البروتينات الحيوانية هي في الواقع أكبر المستهلكين للحبوب في العالم بطريقة غير مباشرة، تتبدل لدينا المعطيات وتبدو أقوال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صحيحة، عندما أعلن أثناء منتدى الشرق الاقتصادي المنعقد في فلاديفوستوك في 7 سبتمبر/أيلول الماضي أن 3% فقط من كميات القمح التي خرجت من أوكرانيا ذهبت إلى الدول الفقيرة".
"لذلك تأتي الدول الغنية في المقدمة وليست في آخر الترتيب، وهي التي تحتكر (استهلاك الحبوب) لحاجاتها من البروتينات الحيوانية أغلب إنتاج العالم وتتسبب بذلك وبطريقة غير مباشرة في الندرة المعروفة على الصعيد العالمي في هذا المجال سواء فيما يتعلق بتقليص المساحات المزروعة من القمح لصالح الذرة وعلف الحيوانات، أو في استهلاك أكبر كمية من المياه الصالحة للسقي في إنتاج أغذية الحيوانات على حساب أغذية البشر أو في ارتفاع أسعار هذه المادة الاستراتيجية!".
كيف ترتبط تربية الماشية باستهلاق الحبوب؟
"وإذا أضفنا إلى هذا أن أكثر من 30٪ من أراضي المحاصيل العالمية هي مخصصة لإنتاج أعلاف الماشية (حوالي مليار طن)، معظمها من فول الصويا والذرة لإنتاج اللحوم، وأن المساحة المخصصة لإنتاج الحبوب المخصصة للماشية في دول الاتحاد الأوروبي وحدها تصل إلى 60٪ من مجمل الأراضي المخصصة لإنتاج الحبوب! وأن 23٪ من المياه العذبة المتوفرة على كوكب الأرض مخصصة لتربية الماشية، يتبين لنا حقيقة مَن يتسبب في مجاعة العالم ومن يحتاج إلى حبوب أوكرانيا أكثر الفقراء أم الأغنياء؟ البشر أم البقر؟".
900 مليون جائع يتباكى في العالم عليهم 1.9 مليار "آكل لحوم" في الغرب
"وبما أن معظم هؤلاء السِّمان من العالم “الديمقراطي” و”الحر” (الدول الغربية) كما يسمون أنفسهم، فإنهم لا يتوقفون عن اتهام (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين "بالدكتاتورية" وهو الذي أعلن بالأمس استعداد بلاده لتزويد الفقراء بما يحتاجونه من حبوب ومجانا"، في إشارة إلى الادعاءات الغربية الكاذبة.