إعلان نوايا تأهيل نهر الأردن والبحر الميت... هل يساهم المشروع في حل أزمة شح المياه؟

وسط تحذيرات دولية من ملف المياه بالأردن، باعتباره من أكثر دول العالم شحًا في مصادر المياه، وفي خضم المحاولات الحكومية للحد من هذه الظاهرة، وقّع الأردن وإسرائيل، على إعلان نوايا لإعادة تأهيل وتحسين بيئة ونظام المياه لنهر الأردن والبحر الميت.
Sputnik
وحسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، فقد "تم على هامش قمة المناخ المنعقدة في شرم الشيخ، التوقيع بين الأردن وإسرائيل، على إعلان نوايا لإعادة تأهيل وتحسين بيئة ونظام المياه لنهر الأردن والبحر الميت، ووقّع عن الجانب الأردني، وزير المياه والري، محمد النجار، وعن الجانب الإسرائيلي، وزيرة حماية البيئة، تمار زاندربرغ".
ويهدف التوقيع على إعلان النوايا - حسب الوكالة - إلى السعي لإعادة تأهيل نهر الأردن الذي انخفض منسوب جريانه إلى 7 في المئة، وما ترتب عليه من انخفاض منسوب البحر الميت 3 أقدام سنوياً، الأمر الذي سعى معه الأردن بشكل حثيث ومنذ سنوات إلى العمل الجاد وتعبئة دعم المجتمع الدولي للسعي لإنقاذ البحر الميت الذي يمثل ميراثا مشتركا للإنسانية.
وقال مراقبون إن المشروع يمثل نقلة نوعية في تاريخ الأردن، ويساهم في حل أزمة المياه، وتحسين وتوسيع عمليات الزراعة، كما أنه يصب في خانة الحفاظ على الأمن الغذائي وحاجة المواطنين من المياه.
الأردن وإسرائيل يوقعان إعلان نوايا لإعادة تأهيل وتحسين بيئة مياه نهر الأردن والبحر الميت
الأمن المائي والغذائي
اعتبر النائب ناجح محمد القبلان، مقرر لجنة الزراعة والمياه والبادية بمجلس النواب الأردني، أن إعلان النوايا الخاص الذي وقعه الأردن، لإعادة تأهيـل نهر الأردن والبحر الميت، خطوة مهمة تأتي في خضم محاولات التغلب على فقر المياه، وأزمات الزراعة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الأردن من الدول الفقيرة مائيًا، وهذه المناطق بحاجة عاجلة إلى إعادة التأهيل من أجل توسيع الاستفادة منها بما يخدم التوجهات التي يسعى الأردن إليها خاصة التوسع والتنوع في الزراعة، وتوفير المياه بكميات مناسبة يمكنها سد حاجة المواطنين، وتقليل نسب الفقر المائي.
وأكد القبلان أن تأهيل نهر الأردن يشكل فارقًا كبيرًا في جودة الزراعة، كما أنه يصب في صالح تعزيز قدرات المياه والمنتجات الزراعية، من أجل الحفاظ على الأمن المائي والغذائي، وتوفير مياه الشرب للأردنيين والمقيمين.
ويرى مقرر لجنة الزراعة والمياه بالبرلمان الأردني، أن هذه الخطوة من شأنها أن تزيد من تدفق المياه بنهر الأردن والبحر الميت، وزيادة حجم مياه الشرب ولو بكميات قليلة وهي خطوة مطلوبة، وتحقق فائدة كبيرة للأردن والمنطقة التي تعاني هي أيضا من شح المياه.
خبير يتحدث عن دور إسرائيل في انحسار مياه البحر الميت
فرص عمل ومياه شرب
في السياق ذاته، أشاد جميل سالم الحشوش، لجنة الزراعة والمياه والبادية بمجلس النواب الأردني، بتوقيع الأردن إعلان النوايا، مؤكدًا أنه "حدث عظيم، وخطوة جيدة تشكل فائدة كبيرة للمزارعين، وتعمل على زيادة وتحسين جودة المنتجات الزراعية في المنطقة".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تواجه الأردن مشكلة كبيرة في ندرة المياه، وفي حال تم هذا التأهيل بالشكل الصحيح والمنظم، سيزيد ذلك من المياه في الأردن، وكذلك سيعمل على معاجلة تلوث مياه النهر، وتعظيم الاستفادة منها في الزراعة.
ويرى النائب الأردني، أن إعلان النوايا والشروع في التأهيل من شأنه أن يوفر كميات إضافية للمياه الصالحة للشرب في المملكة الأردنية الهاشمية، ويواجه أزمة شح المياه في المنطقة برمتها، كما سيعمل على توفير فرص عمل جديدة، حيث سيسمح للأردنيين العمل في هذا المشروع، ما يقلل من حدة البطالة.
إسرائيل والأردن والإمارات تخطو للأمام نحو مشروع "الماء مقابل الكهرباء"
ضرورة ملحة
بدوره، قال الدكتور إلياس سلامة، خبير المياه الجوفية الأردني، إن هناك مياه عادمة وغير معالجة، وكذلك مياه ناتجة عن البزل الزراعي، وهي تصل لنهر الأردن، ومعالجة هذه المياه وإعادتها إلى النهر يعني بالضرورة تحسن في نوعية مياه النهر، وعدم صرف النفايات الصلبة والسائلة إلى النهر إلا بعد معالجتها.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تأهيل نهر الأردن والبحر الميت يحتاج إلى مياه إضافية، ولم يوضح إعلان النوايا مصادر هذه المياه، إلا أن هناك إمكانية الاستعانة بمصادر مياه البحر، فهذه المياه غير الملوثة وإن كانت مالحة، تصل للبحر الميت وتعيد له نوعًا من حيويته، كما أن ذلك يساهم في رفع مستوى سطح البحر الميت لما كان عليه في السابق.
وعن إمكانية أن يخدم هذا التأهيل مشروع تحلية المياه، أشار إلى ضرورة أن تكون المياه التي ستستخدم في التأهيل في ذلك الوقت محيطية، من البحر الأبيض المتوسط أو خليج العقبة، أو من غيرها، مؤكدًا أنه لا يمكن جلب هذه المياه للبحر الميت دون الاستفادة من الطاقة، فرق الارتفاع الكبير يدفع الأردن إلى الاستفادة من الطاقة المنتجة في التحلية.
وأوضح أن هناك ضرورة ملحة لتأهيل البجر الميت، وكذلك مجرى نهر الأردن الذي بات في وضع صعب، ولا يمكن السماح بهبوط سطح البحر إلى مستوى أكبر من الوضع الراهن المأساوي.
ويرى أن التبعات البيئية لعملية التأهيل ستكون كبيرة، حيث يرتبط بإنتاج الطاقة والتحلية، كما أن المشروع لا يحتاج إلى توفير مياه من الأردن أو إسرائيل، إنما ستكون المياه من البحر الأبيض أو الأحمر، للاستفادة من فرق الطاقة في سبيل إنتاج المياه العذبة.
ويأتي إعلان النوايا كذلك في إطار سعي الأردن لحشد دعم المجتمع الدولي لمعالجة تحديات المناخ وإعادة تأهيل البيئة والتنمية المستدامة لنهر الأردن والبحر الميت وكذلك خلق فرص عمل تنعكس على تحسين نوعية الحياة وتوفير المزيد من المياه للقاطنين على ضفتي نهر الأردن بما في ذلك الفلسطينيين، وفقا لوكالة الأنباء الأردنية.
مناقشة