وأضاف جيتين في تصريحات صحفية: "أعتقد أن الجميع ليسوا سعداء حقا بشأن التقدم الذي تم إحرازه خلال الليل (...) ما زلنا ننتظر بعض النصوص - لكن يبدو أننا سنعود إلى غلاسكو - وهذا غير مقبول"، في إشارة إلى نتائج مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب26" العام الماضي.
وكان من المفترض أن يختتم مؤتمر المناخ أعماله أمس الجمعة، لكن تم تمديده يوما واحدا على الأقل، في ظل غياب الاتفاق على نقاط خلافيّة عدّة.
وشهد المؤتمر مساء الجمعة، مفاوضات ليلية محمومة مع إعلان الاتحاد الأوروبي استعداده للمغادرة من دون اتفاق "بدلا من نتيجة سيئة" قد تشكل تراجعا "غير مقبول" عن التزامات خفض انبعاثات غازات الدفيئة، وفق الفرنسية.
من جانبه، قال نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس، اليوم السبت "نفضل عدم التوصل إلى نتيجة من التوصل إلى نتيجة سيئة".
وأضاف للصحفيين" "نحن قلقون من أشياء رأيناها وسمعناها في الساعات الـ12 الأخيرة" موضحا أن الأوروبيين يريدون إبقاء هدف حصر الاحترار بـ 1.5 درجة مئوية "حيا"، وهو أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ طموحا.
ونقلت الوكالة عن مسؤول في وزارة الطاقة الفرنسية لم تسمه قوله: "في هذه المرحلة، تتراجع الرئاسة المصرية عن المكاسب التي تحققت في غلاسكو بشأن خفض الانبعاثات (..) هذا أمر غير مقبول بالنسبة لفرنسا ودول الاتحاد الاوروبي".
لكن وزير الخارجية المصري سامح شكري صرح بعد ليلة من المفاوضات المكثفة بأن "الغالبية العظمى" من الدول تجد الاقتراحات "متوازنة وقد تؤدي إلى اختراق محتمل يوصل إلى توافق".
وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، ناشد شكري جميع الأطراف إلى الوصول لاتفاق بشأن النقاط البالغة الأهمية والوقوف على أرضية مشتركة للعمل مع هذه القضايا وكذلك إيجاد سبل لمتابعة المضي في الحفاظ ومجابهة التغير المناخي.
وأشار وزير الخارجية المصري إلى أنه بعد النظر والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة تم إعداد النصوص بشأن عدة قضايا وتحديد التوازن فيها.
وأضاف أنه سوف يتم مواصلة التشاور مع المجموعات المعنية ومنحهم الفرصة لمراجعة هذه النصوص والتعليق عليها، وكذلك طرح بعض التعديلات اللازمة.
كما أكد الوزير المصري على توازن هذه النصوص من أجل التوصل إلى صيغة وسطية تصل إلى الإجماع.
ظهرت خلافات قبل ساعات من ختام المؤتمر، حول العديد من القضايا، أبرزها غياب التعهدات بتعويض البلدان المتضررة من آثار التغير المناخي، وهي القضية التي أثارت سخط الدول الغنية، المسؤولة عن إنتاج القدر الأكبر من الانبعاثات الغازية، على الدول النامية.
ولم تحظ مقترحات الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لإنهاء المأزق، بعد، بالدعم المطلوب.
وتتعثر المفاوضات حول مسائل أخرى، لا سيما زيادة خفض الانبعاثات المسؤولة عن الاحترار.
وكان هناك دعوات متزايدة للوقف التدريجي لاستخدام الوقود الأحفوري حتى تأتي مكافحة التغير المناخي بنتائج، غير أن نسخة جديدة من مسودة الإعلان الختامي لمؤتمر المناخ قللت من التوقعات بالتوصل إلى اتفاق موضوعي بشأن الوقف التدريجي.
وحثت المسودة التي جاءت في 20 صفحة، على بذل جهود للوقف التدريجي لاستخدام الفحم وترشيد دعم الوقود الأحفوري، ولم تشر إلى النفط والغاز وهو إغفال خيب آمال المدافعين عن البيئة.
وحثت مصر المفاوضين على تجاوز خلافاتهم، في حين انتقدت الدول الفقيرة المسودة ووصفتها بأنها غير طموحة لأنها لم تلب حاجتها للمال من أجل التعامل مع الأضرار التي خلفتها بالفعل ظواهر ناجمة عن تغير المناخ مثل العواصف والجفاف والفيضانات.