القاهرة - سبوتنيك. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الحكومية، أن "وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري بحث مع السفير الأمريكي فاجن والملحق العسكري في السفارة الأمريكية مارك وايتمان، التعاون في محاربة الإرهاب".
وفي اللقاء، قال الفريق الداعري إن "التخادم والتعاون بين الجماعات الإرهابية القاعدة وداعش والحوثيين، برز من خلال ايواء جماعة الحوثي عناصر هذه الجماعات في مناطق سيطرتها ودعمهم بالأسلحة، ما يستوجب حشد المزيد من الجهود المحلية والدولية لمواجهة هذه الأخطار التي تهدد اليمن والمنطقة والعالم".
وبشأن هجمات "أنصار الله" على موانئ تصدير النفط، اتهم الوزير الداعري، الجماعة بـ "تهديد أمن الطاقة وطرق الملاحة العالمية".
وثمن وزير الدفاع اليمني، "تعاون الولايات المتحدة ودورها الفاعل في مكافحة الإرهاب ومواجهة عمليات التهريب الإيرانية سيما للإسلحة إلى الحوثيين"، على حد قوله.
وفي لقاء آخر، أعرب وزير الداخلية اليمني اللواء الركن ابراهيم حيدان، خلال لقائه السفير فاجن، عن "تطلع اليمن لتصنيف الحوثيين جماعةً إرهابية من الإدارة الأمريكية".
وأشاد بـ"جهود الولايات المتحدة في دعم الحكومة الشرعية ودورها في تأمين الملاحة وضبط العديد من السفن التي تتعامل مع الحوثيين في تهريب الأسلحة والمخدرات"، على حد قوله.
وفي لقاء مماثل، استعرض وزير المالية اليمني سالم بن بريك، مع السفير فاجن، "الآثار السلبية للتصعيد العسكري للحوثيين على الجانب الإنساني بشكل عام والمالية العامة بشكل خاص، وكذا تحديات المالية العامة على المستويين الداخلي والخارجي".
وقال الوزير ابن بريك، إن
"الحكومة تطلع إلى مزيد من الدعم الفني والمادي، نظرا للاحتياجات الكبيرة من أجل إعادة بناء المؤسسات والبنى التحتية التي تعرضت للتدمير بسبب الحرب التي فرضها الحوثيون".
وفي لقاء رابع، ناقش محافظ البنك المركزي اليمني، أحمد غالب، مع السفير الأمريكي فاجن، "التطورات المالية والاقتصادية التي يمر بها اليمن وانعكاسات هجمات الحوثيين على موانئ ومرافق وناقلات النفط على الوضع الانساني في البلاد وجهود المجتمع الدولي في دعم ومساندة اليمن للتغلب على تلك الآثار".
من جانبه، قال السفير الأمريكي، في لقاءاته مع المسؤولين في الحكومة اليمنية، إن "بلاده ستواصل دعمها للحكومة اليمنية والأجهزة الأمنية والعسكرية وتأمين الملاحة الدولية من التهديدات الإرهابية"، مضيفاً: "الولايات المتحدة حريصة على توحيد الأجهزة العسكرية والأمنية في الحكومة الشرعية".
وعبر فاجن، عن "أسفه الشديد لرفض الحوثيين تمديد الهدنة الإنسانية، بالرغم من كل التنازلات التي قدمتها الحكومة"، معرباً عن "تفهمه لحجم التحديات التي تواجهها الحكومة والمالية العامة للدولة وزيادة الضغط على الموازنة نتيجة التطورات العسكرية الأخيرة".
في سياق متصل، أعلنت جماعة "أنصار الله" اعتراضها على زيارة السفير الأمريكي إلى العاصمة المؤقتة عدن، معتبرةً أنها تدل على تناقض مواقف واشنطن بشأن السلام في اليمن.
وقال عضو المكتب السياسي لـ "أنصار الله"، علي القحوم، عبر "تويتر"، إن "زيارة السفير الأمريكي إلى عدن تثبت النهج الإجرامي تجاه اليمن والتناقضات المفضوحة تجاه السلام".
وأضاف أن "الزيارة ترسخ حقيقة التوجهات الأمريكية الخطيرة والسلوك العدواني المستمر في ظل تدفق القوات والبارجات الحربية إلى باب المندب والسواحل اليمنية وبناء القواعد العسكرية في حضرموت وسقطرى وميون والمهرة".
ومساء اليوم، أعلنت الحكومة اليمنية تمكن قواتها من إسقاط طائرات تابعة لـ "أنصار الله" وتضرر منصة تصدير النفط في ميناء الضبة بمحافظة حضرموت، إثر هجوم جوي للجماعة.
وبوقت سابق من اليوم، أفاد مصدر في السلطة المحلية بمحافظة حضرموت لوكالة "سبوتنيك"، بتعرض ميناء الضبة النفطي شرق مدينة المكلا مركز المحافظة إلى هجوم بطائرة مُسيرة مفخخة استهدف ناقلة في منطقة المخطاف بالميناء بعد دخولها لتحميل شحنة من النفط الخام، مؤكداً توقف العمل في الميناء النفطي على ساحل البحر العربي إثر الهجوم.
ويعد الهجوم الجوي هو الثاني على الميناء النفطي والثالث الذي يستهدف الموانئ التي تديرها الحكومة المعترف بها دولياً خلال شهر.
إذ تبنت "أنصار الله" في العاشر من الشهر الجاري، هجوماً جوياً على ميناء قنا في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، أثناء محاولتها تحميل شحنة من النفط الخام، وذلك بعد إعلان الجماعة مسؤوليتها عن هجوم مماثل في 21 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على ناقلة عملاقة في ميناء الضَّبة النفطي بمحافظة حضرموت، خلال استعدادها نقل شحنة من الخام.
ويأتي تصعيد "أنصار الله" باستهداف موانئ تصدير النفط في مناطق سيطرة الحكومة، بعد أن أعلنت الجماعة مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إبلاغ الشركات النفطية العاملة في تلك المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة، بإيقاف عمليات تصدير شحنات الخام رداً على ما تعتبره الجماعة استحواذ الحكومة على ايرادات النفط والغاز وعدم توجيهها في دفع رواتب الموظفين العموميين.
ومطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلنت "أنصار الله"، وصول مفاوضات تمديد الهدنة إلى طريق مسدود، في ظل اشتراط الجماعة دفع الحكومة رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.