واعتبر السنداوي في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" في دمشق أن "خطة التصعيد من قبل المقاومة في قطاع غزة تمثل رداً على العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية".
وقال السنداوي إن "حركة الجهاد الإسلامي تدعو إلى ديمومة الاشتباك مع هذا الاحتلال سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة رداً على العدوان الإسرائيلي، وهذا يعني استمرار المقاومة المسلحة ضد هذا الاحتلال الذي يحاول أن يستفرد بالضفة الغربية"، مؤكدا أن "الحركة بسياستها وبرنامجها لن تسمح لهذا الاحتلال الإسرائيلي بذلك لأننا إذا تركنا الضفة الغربية لجرائم الاحتلال الإسرائيلي سوف نخضع لسياسة الفصل السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ونحن ندعو إلى تصعيد المواجهة مع هذا الاحتلال ونؤكد على وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة الأرض الفلسطينية".
العدوان الإسرائيلي لن يمر دون عقاب
وأضاف السنداوي: "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وقصف مواقع فلسطينية يؤكد سياسة الاحتلال العدوانية على شعبنا الفلسطيني وهي جرائم لن تمر دون عقاب ودون ردة فعل من قبل حركة الجهاد الإسلامي لأن المقاومة الفلسطينية هي حق مشروع لنا كشعب فلسطيني حتى تحرير فلسطين وطرد الاحتلال من الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأردف قائلاً: "يحاول الاحتلال الإسرائيلي ترسيخ سياسة الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية، وتسويق فكرة أن ما يجري في الضفة الغربية لا يعني القطاع، وبالتالي يجب أن تبقى المقاومة الفلسطينية صامتة وساكنة ولا تحرك ساكناً أمام جرائم الاحتلال، لكن معركة "وحدة الساحات" ومعركة "سيف القدس" أكدت بأن الشعب الفلسطيني متمسك بوحدة الأرض، ونحن لن نسمح لهذا الاحتلال بالاستفراد بالشعب الفلسطيني في الضفة الغربية".
مع كل عدوان على الفلسطينين يتدخل الوسطاء
وحول الوساطة القطرية مع حركة الجهاد الإسلامي لوقف التصعيد ضد القوات الإسرائيلية قال السنداوي: "عادة عند أي تصعيد في الضفة الغربية كما حصل حين قام الاحتلال باغتيال الشهيدين السعدي والزبيدي يدخل وسطاء لمنع التصعيد وعدم الرد على العدوان الإسرائيلي، لكن حركة الجهاد الإسلامي تؤكد بأن جرائم الاحتلال الإسرائيلي لن تمر وأننا كفلسطينيين نقف في معركة واحدة وفي مواجهة واحدة مع هذا الاحتلال الإسرائيلي".
واستطرد قائلاً: "يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى كسر معادلة وحدة الساحات، ولذلك كانت معركة ’’سيف القدس’’ الطلقة من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى ونحن نؤكد أن المسجد الأقصى وقطاع غزة وكل فلسطين وحدة واحدة ولن نسمح لهذا الاحتلال بتدنيس المسجد الأقصى والاعتداء على أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية، فالوسطاء يتدخلون لمنع التصعيد وخاصة القطريين أو الجانب المصري وحصل هذا عندما تم اختطاف جثة الجندي الإسرائيلي الذي توفي بحادث سيارة في منطقة جنين، حيث تدخل الوسطاء من أجل إعادته وتسليمه إلى ذويه، وهو عملياً كان جندياً في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقد قررت الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية تسليمه وعدم تصعيد المواجهة الكبيرة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي هدد باجتياح الضفة الغربية إن لم يتم تسليم هذه الجثة".
الغرب يغيّب قضية فلسطين ويركز على أوكرانيا
وأشار السنداوي إلى أن "الوسطاء يتدخلون فقط لمنع التصعيد لا يريدون حرباً في قطاع غزة في هذه المرحلة، ونحن نعلم أن السياسة الأمريكية والإسرائيلية والأوروبية تركز اليوم على تسليط الضوء على الحرب في أوكرانيا ولا يريدون أي شيء آخر يشغل العالم من خلاله، لكن مصلحتنا كشعب فلسطيني وحركة الجهاد الإسلامي أن تبقى القضية الفلسطينية حاضرة على الطاولة وأن لا في ظل الظروف الراهنة، وخاصة عندما تريد الإمبريالية الأمريكية فقط أن يتحدث العالم عن المشكلة الأوكرانية وتأجيل موضوع القضية الفلسطينية ووضعها في الثلاجة، لكن حركة الجهاد الإسلامي لن تسمح بوضع القضية الفلسطينية جانباً وأن تبقى قضية هامشية وغير مطروحة على جدول أعمال العالم، فالمقاومة الفلسطينية هي التي تضع هذه القضية على الطاولة، ولذلك يجب أن نستمر بالمقاومة لأنها الطريق الوحيد لنيل الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني".
رياح النازية وصلت إلى الكنيست الإسرائيلي
وتابع السنداوي قائلاً: "تؤكد الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس باغتيال الشاب الشهيد عمار مفلح أن هذا الاحتلال يتحول إلى النازية، وهناك مؤشرات كثيرة جداً على أن رياح النازية القادمة من أوروبا وصلت اليوم إلى الكنيست الإسرائيلي فتصريحات إيتمار بن غفير وسموترش ونتنياهو تؤكد بأن هذا الاحتلال مستمر بنازيته وسياساته من أجل اقتلاع الشعب الفلسطيني وطرده، وهناك خشية من قيام الحكومة الإسرائيلية الجديدة بتنفيذ مشروع "الترانسفير" لترحيل الشعب الفلسطيني من الضفة الغربية الذي يقوم على تهويد الضفة، والاحتفاظ بها من قبل الاحتلال الإسرائيلي".
المفاوضات عبثية والمقاومة هي الحل الوحيد
وختم السنداوي حديثه لـ"سبوتنيك" بالقول: "نحن نعتبر بأن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، لأن منظمة التحرير الفلسطينية منذ أكثر من ثلاثين عاماً اعترفت بإسرائيل ووافقت على إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لكن عملياً لم ينسحب الاحتلال الإسرائيلي شبراً واحداً من الأراضي الفلسطينية وما زال يمارس سياسة القمع ومصادرة الأراضي وبناء مزيد من المستوطنات في الضفة الغربية، مما يؤكد بأن المفاوضات المستمرة مع الاحتلال هي مفاوضات عبثية، وأن الحل والطريق الوحيد عملياً يتمثل باستمرار المقاومة حتى تحرير فلسطين كل فلسطين، وهذا عملياً هو برنامج ورؤية حركة الجهاد الإسلامي للتطلع للحرية، كما تحررت فيتنام وجنوب أفريقيا وكل الشعوب التي كانت تحت تأثير الاحتلال بفضل المقاومة واستمرارها، لأن المقاومة هي الطريقة الوحيد لطرد المحتلين".