في مدينة "الدرعية" يعانق النمط المعماري النجدي التقليدي فن العمارة المعاصر، وهي الموطن الأول للعائلة الحاكمة للمملكة العربية السعودية، والتي تحتفظ بأثار الحقب المختلفة التي مرت بها المملكة.
تاريخ يمتد لنحو 300 عام من الثقافة والتاريخ، وقد جددتها المملكة لتكون العاصمة الثقافية لتقديم العديد من التجارب التراثية والملهمة والفريدة من نوعها.
في جولة لـ"سبوتنيك" بالمدينة، تعرفنا على معالم المدينة التاريخية وعمليات التطوير الحالية، ووثقت الإقبال الكثيف على المدينة التي يؤكد كل زوارها أنها باتت المقصد الأول لهم في الرياض، وأن ما حدث من تطوير يعد إنجازا غير مسبوق في وقت قياسي.
على مشارف المدينة تقف المرشدات السياحيات لتصطحبن الزائرين في رحلة لتفقد أهم المعالم والقصور في المدينة، يجيدن التحدث بلغات عدة، ولديهن قدرة كبيرة على الإجابة على كل التساؤلات من الجمهور.
دعم ولي العهد و"رؤية 2030"
يشير المشاركون في "جولة في السعودية" بالدرعية إلى أن دعم ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، نجح بامتياز في تحقيق تطلعات الملك سلمان حيث تابع لحظة بلحظة فكرة تطوير بوابة الدرعية، والتي تبرز مقومات المملكة السياحية والثقافية والتاريخية والاجتماعية، والثقافية، والتاريخية لمنطقة الدرعية، التي تعد أكبر متحف إسلامي يشمل مدينة متكاملة طينية، إضافة إلى مكتبة الملك سلمان وأسواق ومطاعم ومجمعات تجارية.
مشروع تطوير الدرعية
مشروع تطوير بوابة الدرعية أسس له الملك سلمان بن عبد العزيز عام 2019، ويقام على مساحة 1.500.000متر مربع، في أقدم مدن المملكة.
حي الطريف
ضمن مشروع تطوير بوابة الدرعية الذي تبلغ قيمته 63.2 مليار دولار وتنفذه هيئة تطوير بوابة الدرعية، يعد"حي الطريف" التاريخي المسجل في قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي، ومطل البجيري بالمدينة منطقة المطاعم الفاخرة، من أبرز المقاصد حاليا،والذي بدأ استقبال الجمهور من "4 ديسمبر" الجاري.
موقع الدرعية
وبحسب المراجع السعودية فإن حي الطريف يحمل تاريخ الدرعية كمركز انطلاق للدولة السعودية عام 1727م، فيما يشكل مطل البجيري جزءا من مدينة الدرعية التي بنيت من الطين على مفترق طرق قديمة.
تقع الدرعية على بعد 20 دقيقة شمال – غرب وسط مدينة الرياض، والتي باتت إحدى أهم الوجهات العصرية في العالم للثقافة، والتراث، والضيافة وتجارة التجزئة والتعليم.
أهداف الرؤية
من بين مشروعات "رؤية 2030" للمملكة يأتي مشروع "بوابة الدرعية"، الذي يهدف لاستقطاب 27 مليون زائر محلي ودولي بحلول عام 2030، ضمن الاستراتيجية التي تستهدف استضافة 100 مليون سائح من أنحاء العالم في المملكة بحلول عام 2030.
أحد الأهداف التي تعمل عليها المملكة هو تحويل الدرعية إلى أكثر مدن المملكة نشاطا، وهو الهدف الذي حدده الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة رئيس موسم الدرعية، بحضور الأمير أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن محافظ الدرعية، ووزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب، خلال إطلاق النسخة الثانية، من فعاليات موسم الدرعية 2022.
معالم الدرعية التاريخية
تقع المدينة التاريخية على ضفاف "وادي حنيفة" الذي يمر من وسط المدينة ليقسمها إلى جزئين، فيما يلفها "سور طريف"وهو أحد حراس التاريخ والشاهد على صمود الدرعية في وجه الهجمات الغازية ويضم بعض أبراج المراقبة.
قصور الدرعية التاريخية
تضم المدينة بعض القصور التاريخية ومنها "قصر الأمير ناصر بن سعود"، والذي يتكون من عدد من الغرف المطلة على فناء مفتوح ويكون شكلا مربعا من طابق واحد من الطوب الطيني، وهو أحد المقاصد السياحية هناك.
أحد أكبر القصور في حي الطريف هو قصر الأمير سعد بن سعود، ويتكون من طابقين ويمتاز باحتوائه على فناء خارجي استعمل كمربط للخيل قديما.
كما يعد "قصر سلوى" وهو مقر أمراء وأئمة آل سعود طوال حكم الدولة السعودية الأولى أحد أبرز وأكبر القصور في الدرعية، وأسسه الإمام محمد بن سعود في القرن الثاني عشر وكان سكنا للأمير، ومنه تدار شؤون الدولة، وأصبح مقرا للحكم فيما بعد.
والمدينة تحتوي على قصر للضيافة ويسمى "قصر الضيافة" والذي يزود بالماء من بئر يقع بجواره.
كما تضم المدينة حي البجيري، الذي يقع على الضفة الشرقية من وادي حنيفة به مسجد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومدرسته وبيته، وحي غصيبة الحي الرئيسي للدرعية القديمة، ويمثل الحي الذي سكنه آل سعود منذ منتصف القرن التاسع الهجري، الـ15 الميلاي، وحي السريحه، والذي يضم بيوت الأعيان والوجهاء بالمدينة التاريخية.
الأبراج
تضم المدينة معالم تاريخية منها "أبراج المغيصيبي، برج شديد اللوح، أبراج القميرية، برج الحسانية، قري عمران، سمحان، مسجد الظهيرة، برج الفتيقة، برج فيصل،سور قليقل، حصن الرفيعة".
رأي المجتمع
حول تطوير بوابة الدرعية وما ترتب عليه مؤخرا، قالت الطبيبة السعودية، لمياء البراهيم، إحدى المشاركات في "جولة في السعودية" مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إن "الدرعية" تحمل عبق التاريخ للدولة السعودية الأولى، وأن وتجديدها وتوسعها بمشاريع هيئة تطوير الدرعية يعرز الهوية السعودية ويعرف المجتمع السعودي بتاريخ المملكة".
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك" أن "عملية التطوير ساهمت في زيادة نسب السياحة والاستثمار وفرص الترفيه وتحسين جودة الحياة في المدينة التاريخية، وخلقت فرص عمل ووظائف جديدة للمواطنين والمواطنات، تغطي حجم التوسع والزيادة السكانية".
و"أصبحت الدرعية مقصدا للزائرين من خارج المملكة، خاصة في منطقة متطورة عمرانيا مثل الرياض بمبانيها الحديثة، والتي يتميز الكثير منها بالتطور التقني والشوارع الذكية"، بحسب البراهيم.
وترى أن "إقبال المواطنين والزائرين من خارج المملكة على "الدرعية" يؤكد اعتزازهم وفخرهم بتاريخهم وبالأصالة التي يتميز بها المكان، كما أنه يمزج بين الماضي والحاضر بنكهة عصرية أضفت على المدينة طبيعة خاصة".
من ناحيتها، قالت صيغة الشمري، وهي اقتصادية سعودية، إن "الدرعية تعد مثالا لإلهام الأجيال القائدة التي ساهمت في تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1744".
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك" أن "جميع من يزور القرية التاريخية يغمره مشاهد وروائح ومظهر المملكة قبل 300 عام".
وتابعت: "لأن الدرعية موطن الأجداد الأول، وعاصمة الدولة السعودية الأولى، وأصبحت مقصدا مفضلا للزيارة، وذلك بفضل الجهود التي تتظافر لإبرازها من خلال فعاليات تعزز سحر المدينة التاريخية في قلوب زوارها من المواطنين والمقيمين والسياح".
ولفتت إلى أن "عملية تطوير المدينة وفرت فرص عمل ومشاريع رائدة للشباب،بالإضافة للمعسكرات التي تتعلق بجميع المجالات، منها ما ترعاه وزارة السياحة وآخر وزارة النقل ووزارة الرياضة والترفيه وغيرها من الوزارات، بالإضافة إلى حاضنات أعمال لدعم وتمكين الشباب للانطلاق بمشروعات تضيف للاقتصاد الوطني".
حول الانطباعات في الشارع السعودي حول الرؤية والمشروعات التي أنجزت، تقول الشمري: "انطباع الشارع يغلب عليه الفخر والنشوة والثقة، بأن المملكة تسير في الاتجاه الصحيح، وأن المستقبل سيكون مزدهرا من خلال بناء اقتصاد قوي متين، إذ أنجزت العديد من المشروعات بزمن قياسي، وحصلت كل منطقة من مناطق المملكة على فرص التطوير وخلق المشاريع التنموية، فيما تحتوي من إمكانيات وموارد طبيعية، إذ جرى استثمارها والعمل عليها وهو ما ترتب عليه مجالات جديدة للنشاط الاقتصادي، وخلق فرص عمل للشباب السعودي".
وأوضحت أن "مركز الملك عبد الله المالي "كافد" يعد التجسيد الواقعي في تحويل الرياض إلى وجهة الشرق الأوسط الرائدة والفريدة لقطاع المال والأعمال بكل ما يشمله من مجالات الاستثمار والتجارة، وبما يساهم بفاعلية في ارتقاء اقتصاد الرياض والمملكة ككل، عبر إتاحة بنية تحتية عصرية وحلول ذكية ومستدامة أمام الشركات والمستثمرين المحليين والدوليين، تضمن لهم تنامي العائدات والأرباح بشكل مستقر ومستمر".