مستشار الأمن القومي الليبي يبحث مع السفير الأمريكي أزمة احتجاز ليبي متهم في تفجير لوكربي

ناقش مستشار الأمن القومي الليبي، إبراهيم بوشناف، مع السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، تداعيات احتجاز واشنطن لضابط المخابرات الليبي السابق أبو عجيلة مسعود، لاتهامه بالتورط في حادث تفجير طائرة أميركية فوق قرية لوكربي الاسكتلندية عام 1988.
Sputnik
بنغازي- سبوتنيك. ونشر بوشناف بيانًا، أكد فيه تلقيه اتصالا هاتفيًا من السفير الأمريكي وناقشا كافة الإجراءات المتعلقة بظروف احتجاز "أبو عجيلة"، وعبّر المسؤول الليبي عن قلق الليبيين إزاء الاتهامات الموجهة لمسؤول المخابرات الليبي السابق.
وأشار البيان إلى أن نورلاند طمأن مستشار الأمن القومي الليبي وأكد له أن "الولايات المتحدة تحترم السيادة الليبية خلال سير الإجراءات القانونية".
وتتهم الولايات المتحدة أبو عجيلة بصنع القنبلة التي تسببت في تفجير طائرة شركة "بان أمريكان"، فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية قبل 34 عاما.
وفي بيان سابق انتقد بوشناف احتجاز الولايات المتحدة لـ"أبو عجيلة"، مؤكدا أنه وفق الاتفاق حول التسوية المادية مع واشنطن بشأن تلك القضية، فإنه "لا يجوز بعدها فتح أي مطالبات جديدة عن أي أفعال ارتكبت من الطرفين بحق الآخر قبل تاريخ 30 يونيو 2006".
كانت وسائل إعلام أمريكية أعلنت، الأحد الماضي، اعتقال ضابط المخابرات الليبي السابق بدعوى تورطه في تفجير وقع عام 1988 لطائرة أمريكية فوق لوكربي في اسكتلندا.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه "سيتم تسليم أبوعجيلة مسعود إلى الولايات المتحدة لمواجهة المحاكمة على واحدة من أعنف الهجمات الإرهابية في التاريخ الأمريكي"، وذلك وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.
وأضافت الصحيفة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي ألقى القبض على أبوعجيلة، و"هي العملية التي تأتي تتويجا لجهود استمرت عقودا من قبل وزارة العدل لمقاضاته".
البرلمان الليبي يرفض إعادة فتح ملف لوكربي ويتعهد بملاحقة المتورطين في تسليم بوعجيلة
في عام 2020، أعلن المدعي العام الأمريكي وقتها ويليام بار عن توجيه اتهامات جنائية لأبوعجيلة، متهما إياه بصنع العبوة الناسفة المستخدمة في تفجير رحلة بان آم 103، التي أسفرت عن مقتل 270 راكبا، بينهم 190 أمريكيا، والمعروفة إعلاميا بـ"كارثة لوكربي".
والشهر الماضي، أكد المجلس الأعلى للدولة الليبي، رفضه إعادة فتح قضية لوكربي، مؤكدا أن ملفها قد أغلق بالكامل سياسيا وقانونيا، بعد اتفاق وقعته ليبيا والولايات المتحدة عام 2008، وذلك بعد اختفاء غامض لأبو عجيلة.
وأضاف المجلس في بيان، أن "إعادة فتح ملف القضية يفتقر إلى أي مبررات سياسية أو قانونية"، مؤكدا "عدم التزامه بكل ما يترتب على هذه الإجراء من استحقاقات تجاه الدولة الليبية".
يذكر أن تصريحات لوزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الليبية، نجلاء المنقوش، حول حادث لوكربي العام الماضي، تسببت في وقفها عن العمل وإحالتها للتحقيق ومنعها من السفر بقرار من المجلس الرئاسي الليبي.
وكانت المنقوش قد أدلت بتصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية، "بي.بي.سي"، قالت فيها إن ليبيا يمكن أن تعمل مع الولايات المتحدة لتسليم أبو عجيلة محمد مسعود، الضابط السابق بالمخابرات الليبية، والمطلوب لدى واشنطن في قضية تفجير طائرة شركة "بان أميركان" فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية عام 1988.
وفي عام 2008 وبعد أزمة سياسية امتدت لسنوات، وافق الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي على القبول بتسوية، ودفع ما يزيد عن ملياري دولار لأهالي الضحايا، وذلك بعد إدانة مواطن ليبي يدعى عبد الباسط المقرحي عام 2001 بتنفيذ العملية، والحكم عليه بالسجن 27 عاما، قبل أن يقرر وزير العدل الأسكتلندي عام 2009 الإفراج الصحي عنه.
مناقشة