وأضاف نيبينزيا: "نظرا لخط مجموعة من الدول الغربية المتمثل بالحفاظ على احتكارها لمراكز متميزة في العالم، فإن الثقة في المؤسسات الدولية، وفي القانون الدولي، وفي نموذج العالم المتمركز حول الأمم المتحدة على هذا النحو تقوضت".
هذا لم يحدث منذ فبراير/ شباط 2022 فحسب، ومن الواضح أن قضية مستقبل النظام العالمي يتم البت فيها اليوم، مفترق الطريق واضح: إما أن يكون هناك نظام لهيمنة من طرف واحد تضع القواعد المفيدة له فقط، أو عالم ديمقراطي متعدد الأقطاب وعادل ومتمحور حول الأمم المتحدة دون ابتزاز وسيطرة وترهيب مرفوض واستعمار جديد.
وأردف نيبينزيا: "من الواضح أن المستفيدين الرئيسيين من النظام القديم لا يحبونه (أي النظام المتعدد الأقطاب)".
وفي محاولة لإحياء النموذج أحادي القطب تحت شعار "النظام القائم على القواعد" يفرض الغرب خطوطًا فاصلة في كل مكان، في محاولة لتوسيع دائرة نفوذه إلى جميع مناطق العالم الجديدة.
وأشار نبينزيا إلى أن "الأزمة الأوكرانية، التي يحاول تكتل الغرب الجماعي بكل طريقة ممكنة اختزالها ببداية عمليتنا العسكرية الخاصة، هي مجرد أحد عناصر هذه الأزمة متعددة الأبعاد، التي ظل العالم يتحرك إليها لفترة طويلة، وهذه أزمة منهجية تشكلت متطلباتها بشكل تدريجي على مدى عقدين إلى ثلاثة عقود".
من خلال رفع حق الناتو في التوسع على حساب مبدأ عدم تجزئة الأمن، جعلت الدول الغربية القارة الأوروبية أقرب إلى حافة المواجهة التي يمكن أن تنطلق منها إلى العالم بأسره.
ووفقًا لنيبينزيا، يدعي الناتو اليوم أن لديه نطاقًا عالميًا، والغرب لا يريد إجراء حوار هادف عشية الأزمة، تمامًا كما لا يريده الآن.
وختم نيبينزيا: "اليوم، الرهان على استنفاذ روسيا وهزيمتها الاستراتيجية، إذا اعتقد أحد أن هذا بدأ في فبراير من هذا العام، فهو مخطئ".