وفي جميع الأحوال يجب أن تكون سرعة الطوربيد أكبر من السرعة القصوى للوحدة البحرية المستهدفة حتى يتمكن من تدميرها.
ومع تطور الوحدات البحرية ووسائل الرصد المعادية أصبحت هناك حاجة لتطوير طوربيدات سريعة لا يمكن اعتراضها.
لكن مقاومة الماء، التي تجعل أقصى سرعة للأجسام خلاله هي 40 مترا في الثانية (144 كم/ ساعة) مثلت تحديا أمام تطوير طوربيدات سريعة، فتم تطوير تقنية "التكهف الفائق" للتغلب على هذه المشكلة، حسبما يقول المعهد الأمريكي لمهندسي الكهرباء والإلكترونيات "آي تريبل إي".
ما هي تقنية "التكهف الفائق"؟
تعتمد تقنية "التكهف الفائق" على صناعة طوربيد مزود بنظام خاص يمكنه إنشاء فقاعة هواء حول بدن الطوربيد أثناء انطلاقه تحت الماء حتى يتخلص من المقاومة الناتجة عن احتكاك سطح الطوربيد بالماء.
ويحمل الطوربيد خزانات خاصة بالغازات المستخدمة في توليد فقاعة الهواء، إضافة إلى نظام توجيه دقيق في المؤخرة خلف المحرك الصاروخي المزود به، حسبما ذكر موقع "ريسيرش غيت" الأمريكي.
ما أقصى سرعة لطوربيدات "التكهف الفائق"؟
يمكن لطوربيدات التكهف الفائق أن تصل إلى سرعة 200 عقدة (نحو 370 كم/ ساعة)، حسبما ذكر موقع "نيفيل تكنولوجي".
ما هو أصل استخدام تقنية "التكهف الفائق"؟
بدأ العلماء السوفيت العمل على تقنية التكهف منذ أربعينيات القرن الماضي خلال عملهم على حل مشكلة وصول فقاعات الهواء إلى المحرك وما يتبع ذلك من مشاكل فنية.
في ذلك الحين بدأ العلماء السوفيت التفكير في صناعة فقاعة هواء ضخمة تحيط ببدن الطوربيد بعد انطلاقه للتخلص من مشكلة الاحتكاك مع الماء التي تحد من سرعته بصورة كبيرة، بحسب الموقع.
وتمكن العلماء السوفيت لاحقا من تصميم عدة نماذج عملية لطوربيدات التكهف حتى تم تصميم طوربيد "شكفال"، الذي دخل الخدمة في سبعينيات القرن الماضي.
وأصبحت طوربيدات "التكهف الفائق" الروسية أخطر سلاح بحري عرفه العالم حتى الآن، وفقا للمعلومات المتاحة عنه؛ خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تمتلك تقنيات مماثلة.
وتكمن خطورة هذه النوع من الطوربيدات في سرعتها العالية التي لا يمكن اعتراضها وقدرتها على حمل رؤوس نووية وتقليدية، ما يعني إمكانية استخدامها لإلحاق خسائر فادحة للوحدات البحرية والمواقع الساحلية للعدو.
ويمثل هذا النوع من الطوربيدات مصدر رعب للجيش الأمريكي، الذي لا يمتلك أسلحة دفاعية يمكن استخدامها لاعتراضه، حسبما تقول مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية.
وتقول المجلة إن الغواصات الروسية يمكن تسليحها بهذه النوع من الطوربيدات فائقة السرعة، التي يمكنها أن تقلب نتائج الحرب البحرية رأسا على عقب.
ما هو الفرق بين الطوربيد العادي وطوربيدات "التكهف الفائق"؟
تستخدم الطوربيدات العادية تقنيات دفع "بامب جيت"، التي تستخدمها الطائرات الحربية، بينما تستخدم تقنيات "التكهف الفائق" محركات صاروخية.
ورغم المعلومات المتداولة عن طوربيدات "التكهف الفائق" إلا أن التقنية التي نجحت روسيا في تحويلها إلى نماذج عملية مثل طوربيد "شكفال" لا تزال في غاية السرية، بصورة حرمت الولايات المتحدة من الوصول إلى تقنيات مماثلة أو حتى تطوير قدرات دفاعة تستطيع اعتراضها.
طوربيد روسي لتدمير الغواصات النووية السريعة
© Sputnik