عمان – سبوتنيك. وقال الرنتاوي، في تصريح لوكالة "سبوتنيك" تعليقا على ما إذا كان مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة قد حقق، خلال أعمال دورته الثانية التي عقدت بمنطقة البحر الميت في الأردن أمس الثلاثاء، أهدافه المرجوة، "أعتقد أن هذه الآلية مهمة جداً؛ بمعنى أنها إطار لاحتواء الخلافات وإدارتها وتنظيمها، لإدامة السعي للحفاظ على مصالح الأطراف في العراق لمنع الانفجار والاحتكاك".
وأضاف "أما بخلاف ذلك فلا رهانات كبيرة، في ظني، طالما لم تحل مشكلة البرنامج النووي الإيراني وعلاقة إيران بالغرب، وما لم يحدث اختراق على محور السعودية ايران".
وتابع الرنتاوي "أعتقد أن مؤتمر بغداد تظاهرة تضامنية مع العراق، تهدف الأطراف المشاركة فيه للحفاظ على مصالحها مع بلد مركزي ورئيسي مثل العراق، وثانيا بتقديم الدعم السياسي والمعنوي لبلد يمكن أن بتسبب انفجاره في كارثة إقليمية كبرى، وقد عانت المنطقة في الحقيقة خلال 20 سنة أو أكثر من تداعيات وذيول الحصار على العراق والحروب الأمريكية على العراق وانهيار النظام ومجيء نظام آخر".
كما تطرق الرنتاوي إلى التعاون التنسيقي الثلاثي، الأردني العراقي المصري، قائلا "هناك الكثير من البنود والاتفاقات للتأكيد على تجديد هذه الآلية باعتبارها آلية مهمة، لكن عمليا لا يبدو أن هذه الآلية ستحدث اختراقا استراتيجيا بمعزل عن إيران، وستعمل إيران بشكل أو بآخر على إفهام هذه الأطراف أنه بدون علاقة جيدة معها لن تستفيد الاستفادة المطلوبة من علاقاتها مع العراق".
وتابع "بالطبع هناك صراع على العراق بين المحاور العربية والتركية والأمريكية والإيرانية، وهذا الإطار - مؤتمر بغداد - يحاول أن يضع هذا الصراع في بوتقة قابلة للسيطرة والاحتواء حتى لا يتحول إلى شكل من أشكال الصدام والانفجار بهذا المعنى".
وفيما يخص الجانب الفرنسي وهو "الطرف الراعي" على حد تعبير الرنتاوي، قال "أعتقد أن هناك حالة لهاث فرنسي للبحث عن أدوار. فرنسا تخسر أفريقيا بشكل متسارع، فرنسا لديها مشكلات كبيرة من كورونا والأزمة الأوكرانية وغير ذلك؛ فهي مستميتة في البحث عن أدوار وبالتالي ربما يكون ذلك بوابة".
واستطرد قائلا "إذا كان هدف الرئيس الفرنسي، فك الارتباط بين العراق وإيران، فنحن نرى أن العلاقة تعمقت، والآن التشكيلة الحكومية والرئاسية في العراق أقرب إلى إيران من أي مرحلة مضت".
رغم ذلك رأى الرنتاوي أن "من يريد أن يقدم تنازلات للغرب لن يقدمها لفرنسا، بل سيقدمها للولايات المتحدة، ويتساءل "لماذا يقدمها لفرنسا؟، من بيده الحل والربط ليس فرنسا، إنما هي ناقل رسائل وناقل نوايا".
وعقدت الدورة الثانية من "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة"، أمس الثلاثاء في منطقة البحر الميت في الأردن بدعوة من العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وبالتنسيق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وبحضورهم.
وجاء انعقاد المؤتمر في الأردن بناء على قرار صدر عن الدورة الأولى التي عُقدت في شهر آب/أغسطس 2021 في بغداد، لينعقد تأكيدا على دعم العراق وسيادته وأمنه واستقراره، ولتطوير آليات التعاون معه بما يعزز الأمن والاستقرار، ويسهم في عملية التنمية في المنطقة.
وشارك في المؤتمر قادة وممثلو الدول والمنظمات الإقليمية، وتشمل الدول المشاركة مصر والسعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت وعُمان وتركيا وإيران، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأوروبي.