محلل سياسي: تحركات إقليمية ودولية في ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية

يرى الكاتب والمحلل السياسي يوسف دياب، أن هناك تحركات إقليمية ودولية في ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية.
Sputnik
ففي تصريحات لـ"سبوتنيك" قال دياب إن "الملف اللبناني، والملف الرئاسي بالتحديد ليس أولوية بالنسبة للدول الكبرى، خصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية، التي هي ربما تكون المعنية الأكثر من هذا الملف والذي ينتظر موقفها بشكل حاسم في الملف الرئاسي".
وأضاف "لا شك اليوم أن هناك تحركات إقليمية ودولية بدأنا نشهدها من خلال الزيارات المتتالية لبعض الشخصيات اللبنانية خصوصًا المرشحة لرئاسة الجمهورية إلى قطر، الزيارات المتعددة للوزير جبران باسيل وقائد الجيش اللبناني، والزيارات المتبادلة ما بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والقيادة القطرية، كل هذه الأمور تصب اليوم في خانة تسريع وتيرة الاستحقاق الرئاسي والذي أتصور أنه سيكون هناك مطلع السنة المقبلة تفعيل للإتصالات الإقليمية والدولية لإنجاز هذا الاستحقاق، لأن الجميع متفق أن القيادات اللبنانية لوحدها عاجزة اليوم على الاتفاق على رئيس للجمهورية وإذا لم يكن التدخل الخارجي سريعا وقويا فأعتقد أن أمد الشغور سيطول لأشهر طويلة".
ورأى دياب أن "الصورة تقريبًا واضحة، أن قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون هو اليوم الشخصية الأبرز لهذا الموقع، لأنه حتى الآن هو موضع تقاطع إقليمي ودولي وموضع ترحيب من قوى سياسية في الداخل اللبناني، لكن برأيي اليوم ينتظر الأمر الموقف الإيراني، والذي يعبر عنه "حزب الله"، ونحن نعلم أن الحزب في الفترة الأخيرة قال للقيادات لديه إنه لا يوجد فيتو على قائد الجيش ليكون رئيسًا للجمهورية، ولكن أتصور أنه ينتظر بعض الضمانات من أجل أي شخصية قد تصل إلى قصر بعبدا وخصوصًا قائد الجيش".
إلى ذلك أوضح أن "فرنسا أكثر المعنيين بهذا الموضوع واليوم عندما نتحدث عن دور فرنسي يعني دور مثلث الأبعاد، اليوم فرنسا تتحدث بهذا الموضوع بالدرجة الأولى مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع السعوديين والذي طبعًا يعبر عنها الدور القطري لأنه ليس بعيدًا عن الدور السعودي واليوم هي قادرة أن تتحدث مع الإيراني بهذا الموضوع وقادرة أن تتواصل مع "حزب الله" بشكل مباشر، لذلك نقول إن الدور الفرنسي هو دور محوري في هذا الموضوع وأتصور أن الرئيس الفرنسي يعبر عنه إذا ما قام بالفعل بزيارة إلى لبنان، وأتصور إذا ما تمت سيكون لها أبعادًا مهمة".
كما اعتبر دياب أن "البلاد أمام فراغ رئاسي وحكومي ومن يدير البلد هي حكومة تصريف أعمال ومستقيلة وأمام تعطيل كامل لعمل المجلس النيابي"، مضيفًا: "نحن في سابقة لم يشهدها لبنان، يعني السلطات الدستورية الرئيسية الثلاثة في البلد معطلة منها بشكل كامل ومنها بشكل جزئي، وأتصور أنه إذا استمرينا في الشغور الرئاسي لوقت طويل فإن البلد متجه لمزيد من الانهيارات التي ربما تنذر بانفجار شعبي بأي وقت، وهذا الأمر لا أحد يتمناه في المرحلة المقبلة وأتحدث عن الدول المعنية بالملف اللبناني لأن ارتدادات أي فوضى في لبنان قد لا تقتصر على الحدود اللبنانية ربما تتوسع إلى دول الجوار".
مناقشة