القاهرة - سبوتنيك. وقال ابن مبارك خلال لقائه في العاصمة التركية أنقرة، نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، حسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الحكومية، إن "رفض "الحوثيين" لكل دعوات التهدئة وجهود السلام، إهانة للمجتمع الدولي، تتطلب التوقف عن سياسة الاسترضاء التي ثبت فشلها، وانتهاج مقاربة مختلفة لمنع عبثهم بأمن المنطقة والاستقرار العالمي، عبر مساءلتهم على انتهاكاتهم بحق الشعب اليمني، ودعم قرار السلطات الشرعية بتصنيفهم جماعة إرهابية".
وحذر ابن مبارك من "تداعيات تصعيد الحوثيين وتهديداتهم على الأزمة الإنسانية والوضع الاقتصادي في اليمن"، في إشارة إلى تأثير استهداف "أنصار الله" موانئ تصدير النفط.
وذكر وزير الخارجية اليمني، أن "الحكومة الشرعية قدمت تنازلات خلال كل جولات التفاوض السابقة، وصولا إلى الهدنة الأممية، برغم العراقيل التي اختلقها الحوثيون، ورفضهم تنفيذ أبسط شروط الهدنة والمتمثل في فتح الطرقات ورفع حصارها لمدينة تعز"، على حد قوله.
وحسب وكالة "سبأ"، "تم في اللقاء مناقشة التسهيلات المقدمة من الحكومة التركية للطلاب والزائرين وأبناء الجالية اليمنية، خصوصا المتعلقة بمنح التأشيرات والإقامات، بالإضافة إلى رفع المنح الثقافية المقدمة من تركيا، واستئناف المنح الصحية السنوية المخصصة لليمن والتي توقفت خلال العامين الماضيين، وتم الاتفاق على انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة خلال الربع الأول من العام القادم".
من جانبه، أدان وزير الخارجية التركي "هجمات الحوثيين"، مؤكدا أن "الشعب اليمني في أمسّ الحاجة لوقف التصعيد والعنف، خصوصا، في ظل الأزمة الإنسانية الخانقة التي يعانيها".
ودعا أوغلو، جماعة "أنصار الله" إلى "التجاوب الفوري مع دعوات التهدئة والكف عن التصعيد"، مبديا "استعداد الحكومة التركية لتقديم كافة الإمكانيات للتخفيف من الأزمة الإنسانية وتبعاتها".
وأكد وزير الخارجية التركي، "موقف بلاده الداعم لمجلس القيادة الرئاسي، ولكل ما من شأنه الحفاظ على أمن اليمن ووحدته واستقراره".
وفي 22 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، صنف مجلس الدفاع الوطني اليمني، وهو أعلى سلطة عسكرية وأمنية في الحكومة المعترف بها دوليا، "أنصار الله" منظمةً إرهابية، وذلك على خلفية تبنيها هجوما جويا على ميناء نفطي في محافظة حضرموت شرق اليمن، بعد أيام من إعلانها إبلاغ الشركات النفطية في مناطق سيطرة الحكومة بإيقاف تصدير شحنات الخام ردا على ما تعتبره الجماعة استحواذا من الحكومة على إيرادات النفط والغاز وعدم توجيهها في دفع رواتب الموظفين العموميين.
ومطلع أكتوبر الماضي، أعلنت "أنصار الله"، وصول مفاوضات تمديد الهدنة إلى طريق مسدود، في ظل اشتراط الجماعة دفع الحكومة رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار من 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 في المئة من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.