ولفتت قيادات في هذه الفصائل إلى أن إسرائيل تسعى إلى الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة بهدف تجزئة وإضعاف الساحات الفلسطينية الأمر الذي أحبطته المقاومة في الضفة والقطاع.
في هذا المنحى أوضح الدكتور كمال الحصان، رئيس الدائرة السياسية ودائرة الإعلام في منظمة "طلائع حرب التحرير الشعبية" الفلسطينية (قوات الصاعقة) في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" أن إسرائيل تدرك أنها كيان هجين على المنطقة من النواحي التاريخية والجغرافية والسكانية والثقافية والآيديولوجية ولا يمكن أن تكتب له الحياة".
العرب سيحررون فلسطين
وأشار القيادي الفلسطيني إلى أن "هناك جملة في مقدمة الأنظمة الداخلية والثورية لجميع الفصائل الفلسطينية تقول: نحن غير قادرين كفلسطينيين على تحرير فلسطين إنما نحن طليعة والأمة العربية هي من سيحرر فلسطين، فالمقاومة الفلسطينية ولدت قبل وعد بلفور، وقد كانت صور المظاهرات في فلسطين عام 1936 تحمل لافتة قماشية واحدة كتب عليها "فلسطين عربية"، وهذا له مدلول تاريخي وشعبي عميق، فالشعب الفلسطيني يدرك أن الأمة العربية هي سنده وانتصاره، أما الانحرافات التي تحدث على الساحة الفلسطينية فهي برأيي غير مخيفة، ويقابلها تمسك أشد بفلسطين وبالمقاومة وبالتحرير".
سبب الحرب على سوريا... هذا ما دار بين الرئيس الأسد وكولن باول عام 2003
وتابع الحصان حديثه قائلاً: "إن سوريا هي التي تدرك جيداً أهمية ودور المقاومة في التحرير، فالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد رفض أن يوقع على صك استسلام وقال:
"لن أفقد الأجيال القادمة حقها في التحرير والمقاومة"، وهذه هي الاستراتيجية التي يحاربها الغرب، وعند احتلال العراق عام 2003 قال (وزير الخارجية الأمريكي الأسبق) كولن باول للرئيس السوري بشار الأسد:
"لا يوجد بيننا وبين سوريا مشكلة سياسية أو جغرافية ولا مشكلة حدود، فقط أغلقوا مكاتب المقاومة وتنتهي المشكلة وسنجعل من سوريا قائدة الأمة العربية"،
فأجابه الرئيس الأسد بسؤال من أذكى الأسئلة وبموقف يجب أن يدرّس في الجامعات لكل الأجيال فقال: "أنتم في الولايات المتحدة إذا تسبب شخص ما بمشكلة في بلدكم ماذا كنتم ستفعلون به؟" فرد باول: "نضعه في طائرة ونعيده إلى بلده"، فقال له الرئيس الأسد: "وأنا سأضع الفلسطينيين في الطائرات وأنت خذهم إلى بلدهم"، فقال باول: "أين بلدهم؟" وحينها لم يكمل المسؤول الأمريكي حديثه مع الرئيس الأسد، وبسبب هذا الموقف هم يحاربون سوريا اليوم".
أي فلسطيني لا يقف مع سوريا فهو غير فلسطيني
وأكمل الحصان حديثه قائلاً: "خاضت سوريا حرب عام 1973 بكل ثقة وقناعة بأنها هي الأقوى، وحينها تحرك الأسطول السادس والبوارج الأمريكية والبريطانية، فنحن كعرب عداؤنا مع الغرب آيديولوجي تاريخي خاصة وأن أوروبا تشعر بالخوف والرعب من أن يصحو العرب ويعود العالم إلى نهضتهم الحضارية مجدداً، وسبق لهم أن وصلوا إلى الأندلس والهند والصين، ولذلك شنت الحرب على سوريا لأن الغرب يعلم أنها قلب الأمة العربية النابض، وهذا الكلام ليس شعراً بل حقيقة علمية صحيحة وتاريخية يعرفها الجميع، ولو انهارات سوريا لانهارت الأمة العربية، وقد استطاعت القيادة السورية أن تجعل القومية العربية والوحدة العربية حقيقة ثابتة".
وأضاف: "لو سألت أي مواطن فلسطيني فسيقول أنه مع المقاومة والتحرير وأكثر من ذلك لو سألت أي مواطن عربي من المغرب إلى المشرق فسيقول لك أنه مع المقاومة، لذلك نحن نقول إن سوريا هي من يقود السياسة العربية على صعيد الشارع العربي، لأن كل الشارع العربي يؤيد سوريا كمقاومة، وأنا مطمئن طالما سوريا موجودة فالتحرير قادم وأي فلسطيني لا يقف مع سوريا فهو غير فلسطيني، لأن سوريا تعتبر فلسطين قضيتها الأساسية، إلا أن وجود بعض العرب المطبعين طمأن ’’إسرائيل’’ كثيراً وجعلها تحارب في الضفة الغربية وقتلت عدداُ من أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فهي تغتر بوعود هؤلاء العرب بإعادة اليهود إلى خيبر، وقد تكالبت دول كثيرة ضد سوريا لأنها تقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية ضد "إسرائيل".
لا يمين ولا يسار... بل فكر صهيوني
وحول نظرة الفصائل الفلسطينية إلى تشكيل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وتأثيره على مجريات الأحداث في الساحة الفلسطينية قال المسؤول في "قوات الصاعقة" الفلسطينية: "منذ ما بعد نكبة عام 1948 برزت فكرة لدى بعض العرب بأن لدى "إسرائيل" يسار مناهض للاحتلال، وفي الواقع ليس لدى "إسرائيل" لا يمين ولا يسار، بل لديها فقط فكر صهيوني، وحتى اليسار الإسرائيلي هو في الحقيقة صهيوني كذلك، وعندما تحتد الأمور سيقول: "هذه بلدنا وأرضنا"، فإسرائيل تحاول أن توهم الغرب وبعض المستعربين بأنها دولة ديمقراطية، لكننا لا نؤمن بأن هناك يمين ويسار إسرائيلي ولا نؤمن بأن هناك ديمقراطية إسرائيلية".
الخوف أن نُطعن في الظهر
وفي تعليقه على نظرة فصائل المقاومة الفلسطينية إلى سياسة إسرائيل في شق الصف الفلسطيني وأثر ذلك على القضية الفلسطينية قال الحصان: "السياسة الصهيونية منذ ما قبل وعد بلفور وقبل نكبة عام 1948 وقيام ما يسمى كيان "إسرائيل" كانت تقوم على فكرة أن "إسرئيل" عبارة عن جزيرة صغيرة المساحة قليلة السكان وسط محيط عربي كبير، والفصائل الفلسطينية تدرك أن "إسرائيل" استطاعت مؤخراً ليس فقط أن تقسم وتفرق وتجزئ الصف الفلسطيني بل استطاعت أيضاً أن تخلق شرخاً واسعاً بين الشعب الفلسطيني وبين الأمة العربية، وهذا الانقسام خطير استفادت خلاله "إسرائيل" من تخلي العديد من العرب عن القضية الفلسطينية، بل إنها خلقت انقساماً بين الشعب الفلسطيني والشعب العربي، فهناك أصوات مع كل أسف مستعربة تعتبر أنه لايوجد شيء اسمه فلسطين، وهنا مكمن الخطورة".
وأردف قائلاً: "من حيث المبدأ والنتيجة نحن مطمئنون إلى أن إسرائيل كيان زائل لا محالة مهما طال الزمن، فقد مكث الصليبيون في القدس حوالي /100/ عام وخارج القدس أكثر من /200/ عام ثم رحلوا، لكن الخوف أن نُطعن في الظهر من قبل إخوتنا العرب، وهذا هو الانتصار الأكبر لإسرائيل".
قرار أممي يمثل أمراً بشن حرب إبادة وتهجير ضد الفلسطينيين
وفي إشارته إلى الموقف الفلسطيني من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم /194/ الصادر بتاريخ 11/12/1948 أوضح القيادي الفلسطيني أن "هذا القرار صدر عقب قرار تقسيم فلسطين رقم /181/ الصادر بتاريخ 29/11/1947 الذي رفضه العرب في حينه جملةً وتفصيلاً لأنه يعطي الحق للعصابات الصهيونية في إقامة كيان غاصب على أرض فلسطين".
وأكمل حديثه بالقول: "كان يجب أن يتضمن القرار /194/ رفض قيام الكيان الصهيوني بوضوح إلا أنه استند إلى القرار /181/ بدعم سياسي واضح من بريطانيا والغرب، بل إن قرار انتداب بريطانيا على فلسطين تم اتخاذه أساساً لكي يساعد على تسليم فلسطين للعصابات الصهيونية وقيام دولة الاحتلال الصهيوني، والذي حدث أن إصدار هذا القرار كان يمثل أمراً للعصابات الصهيونية لشن حرب إبادة وتهجير ضد الشعب الفلسطيني".
ما هدف "القبة السيبرانية" بين دول الخليج وإسرائيل؟
وعلق الحصان على مشروع القبة الحديدية السيبرانية بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب بالقول: "تريد إسرائيل أن تخلق شعوراً لدى العرب بأن هناك خطرا إيرانيا قادما على المنطقة، ومع كل أسف آمن بعض المستعربين بهذا الكلام الذي لا أساس له في الواقع ولا في التاريخ، فمتى كانت إيران خطراً على الأمة العربية؟ فما يجمعها مع الدول العربية هو الإسلام وهي دولة مسلمة، ولذلك فالهدف من مشروع القبة الحديدية السيبرانية هو سياسي بحت لإقناع دول الخليج أن إسرائيل هي من يحميهم من إيران، فدول الخليج بإمكانها أن تجلب إليها أي خبرات عالمية في هذا المجال التقني، وهي ليست بحاجة لإسرائيل في هذا المضمار والأخيرة كذلك، فالصناعات الإلكترونية الإسرائيلية تغزو العالم، لكن الغاية من المشروع هي التجييش ضد إيران".
وختم الحصان حديثه لـ"سبوتنيك" بالقول: "لا بد من تثبيت أن حق العودة إلى فلسطين هو حق فردي وجماعي وتاريخي لا يملك أحد أو جماعة حق التفريط به أو التنازل عنه أو المساومة عليه بأي شكل من الأشكال".