في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأثناء الدوام الدراسي، قامت الآليات الإسرائيلية في هدم مدرسة إصفي، ومصادرة محتوياتها من كراسي ومكاتب وحتى الأقلام، بدعوى البناء دون ترخيص، لكن التعليم لم يتوقف بعدما بادر الأساتذة والأهالي على بناء خيمة بجانب ركام المدرسة كي يتلقى الطالبة تعليمهم، ويقول عيسى محمود مدير مدرسة إصفي الأساسية المختلطة لوكالة "سبوتنيك":" فقدنا 9 غرف مدرسية، كانت تلبي احتياجات الطلبة بالحد الأدنى، وكان لابد من أن تستمر العملية التعليمية فقمنا ببناء هذه الخيمة، لاستمرار السنة الدراسية، وحتى هذه الخيمة معرضة للهدم في أي وقت"، ويضيف مخامرة" أجدادنا موجودون في هذه المنطقة منذ مئات السنين والاحتلال يحاول أن يقتلعنا بحجة أنها مناطق للتدريب العسكري تمهيداً لمصادرتها".
طلاب فلسطينيون يدرسون داخل خيمة بعد أن هدم الجيش الاسرائيلي مدرستهم جنوب الضفة الغربية
© Sputnik . Ajwad Jradat
الخيمة غير مؤهلة لتعليم الطلبة ولا تقي من برد الشتاء القارس، وتتحول أرضية الخيمة مع الأمطار إلى طين نتيجة تسرب المياه إليها، لكن لا يوجد بديل أمام أطفال مسافر يطا البعيدة عن المدارس الأخرى، ويقول عيسى مخامرة لـ " سبوتنيك": "نعمل على خطة لتزويد الخيمة بوسائل التدفئة أو إحاطتها بخيمة أخرى لتقينا برد الشتاء، لكن الخوف من أن تكون الخيمة هي الهدف القادم أمام الاحتلال لهدمها وحرمان الطلبة من حق التعليم".
طلاب فلسطينيون يدرسون داخل خيمة بعد أن هدم الجيش الاسرائيلي مدرستهم جنوب الضفة الغربية
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويحاول الطلبة الخجولين من عدسة التصوير التأقلم مع الوضع الجديد، والاجتهاد في التعلم، ويأملون في إعادة بناء مدرستهم مرة أخرى، ليعود حلمهم المهدوم حياً بدلاً من خيمة.
طلاب فلسطينيون يدرسون داخل خيمة بعد أن هدم الجيش الاسرائيلي مدرستهم جنوب الضفة الغربية
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويذكر أنَّ إسرائيل تحظر على الفلسطينيين إجراء أي تغيير أو بناء في المنطقة "ج" حسب اتفاقية "أوسلو 2" لعام 1995 دون تصريح رسمي، يعد من المستحيل الحصول عليه من السلطات الاسرائيلية، وفق منظمات محلية ودولية.