انتخاب الرئيس في الجلسة المقبلة... ما دلالات تصريحات بشارة الراعي وهل تنهي الشغور في لبنان؟

وسط الفشل المتكرر للمجلس النيابي في انتخاب رئيس الجمهورية، ومع تصاعد حالة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، أثارت تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي لغطًا كبيرًا في لبنان.
Sputnik
ونقلت تقارير إعلامية محلية عن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أن جلسة البرلمان اللبناني المقبلة ربما تشهد انتخاب رئيس جديد للبنان.
"اليونيفيل" في لبنان عن مقتل الجندي الأيرلندي: نريد معرفة حقيقة ما حدث
ووفقا لموقع إذاعة "صوت لبنان"، فإن البطريرك الماروني كشف لبعض زواره أن هناك مسعى لأن ينجح المجلس في انتخاب رئيس جديد للبنان الجلسة المقبلة.
وطرح البعض تساؤلات بشأن تصريحات الراعي، وأهميتها ودلالاتها في ذلك التوقيت، وإمكانية أن تكون مستندة إلى معلومات حقيقية من القوى السياسية المتناحرة.
جلسة مفاجأة
اعتبر ميخائيل عوض، المحلل السياسي اللبناني، أن تصريحات البطريرك الراعي ليس بالضرورة أن تكون دقيقة أو انعكاسا للمناخ والأجواء التي تحيط العملية السياسية في لبنان، فهو مجرد رجل دين، يقدم تمنياته وملاحظاته فقط.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هناك ترجيحات من أوساط مختلفة، بأن لبنان سيكون أمام جلسة لانتخاب الرئيس الجديد في شهر يناير/ كانون الثاني أو فبراير/ شباط، ويبقى المرشحان الأساسيان هما قائد الجيش باعتباره المرشح لقوى 14 آذار، وسليمان فرنجيه مرشح حزب الله.
ويرى أنه في المدى القريب والمباشر لا يوجد أي احتمال أو أفق للاتفاق على رئيس توافقي، حيث أن الأزمة لا تحتمل، وفي حال عقدت جلسة للانتخابات واكتمل النصاب، فمن المرجح أن يكون فرنجيه هو الرئيس القادم.
وتابع: "ربما قرأ البطريرك الراعي جيدًا بهذا الأمر، وتبلغ بموازين القوى، وبدأ عمليًا التمهيد لمفاجأة الجميع بجلسة انتخابية يتم فيها انتخاب الرئيس، لاسيما وأن الدولار قد سجل في أيام العطلة أرقامًا مهولة، وانعكاسات هذه الخطوة ستكون سلبية جدًا".
تغيير القادة السياسيين وطرح مبادرات جديدة... ما إمكانية تنفيذ وعود الرئيس الفرنسي في لبنان؟
ولفت إلى أن المغتربين الذين أنعشوا الحركة السياحية والاقتصادية في البلاد سيغادرون بعد انتهاء الأعياد، ثم تهمين الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي وصلت باللبنانيين إلى نسبة مهولة من الفقر، وأصبحت الكتلة الاجتماعية الأساسية على عتبة الجوع.
تسوية سياسية
في السياق، اعتبر أسامة وهبي الناشط المدني والمحلل السياسي اللبناني، أن البطريرك الراعي يحث القوى السياسية، منذ الدخول في الفراغ الرئاسي بلبنان، وكل من له علاقة بهذا الاستحقاق أن يذهبوا لانتخاب رئيس الجمهورية، لكنه الآن لا يقول شيئا جديدا.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هناك مساع تبذل من أجل الوصول لتسوية، ولقاءات داخلية وخارجية تعمل على ترتيب تسوية ينتج عنها انتخاب رئيس الجمهورية والحكومة الجديدة، لكن حتى هذه الساعة ليس هناك ما يوحي بأن التسوية اكتملت وأن الانفراجة باتت قريبة.
ولفت إلى أن الأمور ذاهبة إلى ما بعد الأعياد وربما للربيع المقبل، حتى تتم هذه التسوية، مشيرًا إلى أن وجود أطراف كثيرة داخلية وخارجية تعمل على هذه المقاربة يزيد من صعوبتها.
ومضى قائلًا: "دخول الاستحقاق الرئاسي وتشكيل الحكومة اللبنانية على خط الزلازل في الصراعات التي تحدث بالمنطقة من إيران إلى الحرب الروسية للأزمة مع دول الخليج والغرب بسبب تدخل حزب الله في الحروب الإقليمية كله يصعب إتمام التسوية".
ويرى وهبي أنه في النهاية لا بد من الوصول للتسوية لأن الأمور في لبنان تذهب إلى منحى خطير، وهناك ما يقارب الـ مليوني نازح سوري يتخوف الغرب وخاصة أوروبا من الوصول إلى حالة الانفلات الأمني والانهيار الكامل في لبنان، لأنه قد يؤدي إلى أحداث أمنية خطيرة سيدفع بهؤلاء إلى النزوح بطرق شرعية أو غير شرعية لأوروبا، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا لهذه الدول ويهدد أمنها واقتصادها والكثير من قضاياها الاستراتيجية.
ارتفاع إصابات الكوليرا في لبنان إلى 688 حالة
ووفقا لموقع إذاعة "صوت لبنان"، فإن البطريرك الماروني كشف لبعض زواره أن هناك مسعى لأن ينجح المجلس في انتخاب رئيس جديد للبنان الجلسة المقبلة.
ونقلت عن الراعي، قوله إنه تلقّى اتصال معايدة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، تضمن الحديث عن انتخاب رئيس جديد.
وقال: "قلتُ له كنتُ أنتظر منك معايدة ألا وهي انتخاب رئيس للجمهورية، فردّ برّي: دعوتهم إلى الحوار مرتين ولم يلبّوا"، مؤكدا أنه كرر لبري قوله: "ما نريده لليوم رئيساً للجمهورية".
يشار إلى أن لبنان يعاني أزمات سياسية واقتصادية متعددة، آخرها كان شغور المنصب الرئاسي، عقب انتهاء مدة الرئاسة الفعلية للرئيس السابق العماد ميشال عون.
وقد ألقى شغور المنصب الرئاسي بظلاله على العديد من الأزمات الاقتصادية وغيرها، حيث تسبب في جدل حول صلاحيات الحكومة الموجودة حاليا، وطبيعتها كحكومة تصريف أعمال.
وفشل البرلمان اللبناني خلال عشر جلسات متتالية في التوافق على انتخاب رئيس جديد، في ظل محاصصات طائفية كثيرة تنتهجها بعض النخب السياسية اللبنانية.
مناقشة