وقال بوتين: "مواطني روسيا الأعزاء، أصدقائي الأعزاء، عام 2022 شارف على الانتهاء، حيث حمل عددا من القرارات الضرورية الصعبة، وذلك بهدف اكتساب السيادة الكاملة لروسيا وترسيخ وحدة مجتمعها".
وأضاف بوتين "هذا العام كان عاما كفيلا بوضع النقاط على الحروف، حيث فصل الشجاعة والبطولة عن الخيانة والجبن وأظهر فعليا أنه لا توجد قوة تضاهي قوة الحب للعائلة والمقربين والأصدقاء والتفاني بحب الوطن الأم، وكان عاما بالفعل مليئاً بالأحداث المصيرية المحورية حقا.
واعتبر بوتين أن "الحدود التي يتم تشكيلها اليوم هي لمستقبلنا المشترك واستقلال روسيا الحقيقي وهذا ما نحارب من أجله اليوم من خلال حماية شعبنا في أراضينا التاريخية في المناطق الجديدة الروسية، حيث معا سنبني والشيء الرئيسي هو مصير روسيا".
وأشار بوتين إلى أن "الدفاع عن الوطن هو واجب مقدس تجاه أسلافنا وأحفادنا، فالصواب التاريخي الأخلاقي في صالحنا، حيث أحدث العام المنصرم تغييرات جوهرية كبيرة لبلدنا وللعالم بأسره وكان مليئا بالإثارة والقلق والهموم، لكن شعبنا متعدد الجنسيات، كما كان في جميع العصور الصعبة من التاريخ الروسي، أظهر الشجاعة والكرامة في القول والفعل ودعم الجنود والضباط المدافعين عن المواطنين، بالإضافة إلى جميع المشاركين في العملية العسكرية الخاصة".
وأضاف بوتين متوجها إلى المواطنين بالقول: "لقد عرفنا دائما واليوم نحن مقتنعون مرة أخرى بأن مستقبل روسيا السيادي والمستقل والآمن يعتمد علينا فقط وعلى قوتنا وإرادتنا، حيث أظهر الغرب لسنوات عدة نفاقه وحاول التظاهربنواياه السلمية، بما في ذلك حل أصعب نزاع في دونباس. ففي الواقع يتم تشجيع النازيين الجدد بكل الطرق الممكنة، والذين استمروا في القيام بأعمال إرهابية علنية ضد المدنيين في جمهورية دونيتسك ولوغانسك، مؤكدا على أن الغرب كذب بشأن السلام، لكنه كان يستعد للعدوان واليوم يعترف بذلك ولم يعد يشعر بالحرج علانية، وهم يقومون باستغلال أوكرانيا وشعبها لإضعاف روسيا وتقسيمها.
وشدد بوتين في خطابه على أن "بلاده لن تسمح أبدا لأحد بفعل هذا، وجنود روسيا ومجموعاتها العسكرية والمتطوعون يقاتلون الآن من أجل وطنهم، من أجل الحقيقة والعدالة، ومن أجل توفير ضمانات السلام والأمن لروسيا بشكل موثوق، لافتاً أن الجميع هم أبطال هذا البلد، كلهم يخوضون المواجهة الأصعب في الوقت الراهن.
وتوجه بوتين للعسكريين والمقاتلين بالقول: "أهنئ من صميم القلب جميع المشاركين في العملية العسكرية الخاصة في العام الجديد المقبل، أولئك الموجودون في مناطق القتال والمحاور والخطوط الأمامية والذين بجواري حاليا، وآخرين يتم تدريبهم في مراكز التدريب من أجل الانضمام إلى المعركة والبعض الآخر في المستشفيات أو قاموا بواجبهم وقد عادوا بالفعل إلى ديارهم وكل أولئك الذين يقومون بمهمة قتالية في الوحدات الاستراتيجية وجميع أفراد القوات المسلحة.
وأضاف بوتين: "الرفاق الأعزاء، أشكركم على خدمتكم الباسلة إن بلدنا الشاسع كله فخور بصلابتكم وشجاعتكم وقدرتكم على التحمل، وملايين الناس قلوبهم معكم، مضيفاً على طاولة العام الجديد سيكون هناك نخب على شرف كل عسكري يقاتل".
وتابع بالقول "شكرا جزيلاً لكل من يقدم للعملية العسكرية من سائقين وعمال السكك الحديدية الذين يمدون الجبهات والأطباء والمسعفين والممرضات الذين يقاتلون من أجل حياة الجنود بتضميد الجرحى، وأشكر عمال ومهندسي جيشنا ومصانعنا الذين يعملون اليوم بتفان كامل، ويساعد العمال ببناء المنشآت المدنية والتحصينات الدفاعية وأيضا على ترميم المدن والقرى المدمرة في دونباس ونوفوروسيا".
وقال بوتين "أصدقائي الأعزاء: منذ عام 2014، بعد أحداث القرم، تعيش روسيا تحت وطأة العقوبات، ولكن هذا العام تم إعلان حرب عقوبات حقيقية علينا، ومن بدأها توقع التدمير الكامل لصناعتنا وتمويلنا ونقلنا، ولم يحدث هذا".
وأضاف بوتين "نضالنا من أجل أنفسنا ومن أجل مصالحنا ومن أجل مستقبلنا هو بالتأكيد مثال ملهم للدول الأخرى في سعيها من أجل نظام عالمي عادل متعدد الأقطاب".
وتابع بوتين "أعتقد أنه من المهم جدا أن شعبنا اكتسب في العام الماضي صفات مثل الرحمة والتضامن والاستجابة النشطة، يشعر المزيد والمزيد من المواطنين بالحاجة إلى مساعدة الآخرين".
وأضاف بوتين "أود أن أشكركم على أحاسيسكم ومسؤوليتكم، كون الناس من مختلف الأعمار والطبقات، تشارك بنشاط في القضية المشتركة، تنظيم المستودعات والنقل لتسليم الطرود لجنودنا في منطقة الحرب، والمتضررين من سكان المدن والبلدات، إرسال الأطفال من الأراضي الجديدة لروسيا في إجازة".
وقال بوتين: "أعزائي، أنتم تقدمون دعما كبيرا لعائلات الجنود الذين قضوا على الجبهة، لقد ضحوا بحياتهم لحماية أرواح الآخرين، أتفهم كم هو صعب الآن في ليلة رأس السنة على زوجاتهم وأبنائهم وبناتهم وآبائهم الذين قاموا بتربية أبطال حقيقيين".
وتابع بوتين: "سنبذل قصارى جهدنا لمساعدة أسر رفاقنا الذين سقطوا، وتربية أطفالهم، ومنحهم تعليما لائقا، والحصول على وظيفة".
وأضاف بوتين "أشارككم ألمكم من كل قلبي وأطلب منكم قبول كلماتي الصادقة والدعم، أصدقائي الأعزاء، في أي وقت، حتى وإن كان صعبا للغاية في بلدنا، احتفلنا بالعام الجديد، وعطلة رأس السنة كانت ولا تزال عطلة مفضلة للجميع ولديها هدية سحرية تكشف عن ميزات في الناس، لزيادة أهمية القيم العائلية التقليدية، وطاقة الكرم والثقة".
وتابع بوتين "مع حلول العام الجديد، يسعى الجميع إلى إرضاء أحبائهم وتدفئتهم بالاهتمام، لإعطاء ما حلموا به، ورؤية البهجة في عيون الأطفال، والشعور بمدى امتنان الوالدين والجيل الأكبر سنا لاهتمامنا، إنهم يعرفون كيف يقدرون لحظات الفرح هذه".
وأضاف بوتين "أصدقائي الآن هو أفضل وقت لترك كل سوء فهم، أخبر أعز الناس عن مشاعرك الرقيقة، عن الحب، عن مدى أهمية الاعتناء ببعضكما البعض دائما في أي وقت".
وختم بوتين بالقول: "أتمنى أن تمنحنا هذه الكلمات النابعة من القلب والمشاعر النبيلة أكبر قدر ممكن من القوة الروحية، والثقة بأننا معا سنتغلب على جميع الصعوبات ونحافظ على بلدنا عظيما ومستقلا، وسنمضي قدما وننتصر فقط من أجل عائلاتنا ومن أجل روسيا، من أجل مستقبل وطننا الحبيب الوحيد، عام جديد سعيد أيها الأصدقاء الأعزاء، عام جديد سعيد 2023".