جاء ذلك في تصريحات ألموغ كوهين لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تطرق فيها إلى إمكانية رد فعل عنيف محتمل من الفلسطينيين على اقتحام بن غفير المسجد الأقصى.
وقال كوهين: "إذا نتج عن الصعود (الاقتحام) أرواح بشرية، فإن رد الفعل سيكون غير مقيد - ولذا سيفهمون (الفلسطينيون) أنه لا ينبغي لهم المساس بحياة اليهود".
وأضاف: "إذا قتلنا لهم خمسمائة مقابل كل شخص منا يقومون بقتله، فلن يجرؤوا على فعل أي شيء (..) في نهاية المطاف، لا يحتاجون إلى عذر حقيقي لمحاولة قتل اليهود".
وفي وقت سابق من صباح اليوم الثلاثاء، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتشدد إيتمار بن غفير، على نحو مفاجئ، باحات المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية، بعدما أكد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس، إرجاء هذه الخطوة التي يصفها الفلسطينيون بالاستفزازية إلى الأسابيع اللاحقة.
وهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها بن غفير رئيس حزب "عوتسما يهوديت" (قوة يهودية) على اقتحام المسجد الأقصى منذ توليه مهام منصبه وزيرا للأمن القومي يوم الخميس الماضي، ضمن حكومة شكلها نتنياهو من أحزاب أقصى اليمين الديني والقومي.
واقتحم بن غفير المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة (تجاوزت الـ 20 عنصرا من الشرطة وحرسه الخاص)، من جهة باب المغاربة.
وقال بن غفير عقب اقتحام المسجد: "حكومتنا لن ترضخ لتهديدات حماس. ونحافظ على حرية الحركة للمسلمين والمسيحيين، ولكن اليهود سيصعدون أيضا إلى جبل الهيكل (الحرم القدسي/المسجد الأقصى) ومن يهددون يجب التعامل معهم بقبضة من حديد".
وأمس الاثنين، ذكرت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أن حركة "حماس" بعثت برسالة إلى الوسيط المصري والأمم المتحدة، مفادها أنها لن تقف مكتوفة الأيدي حال اقتحم بن غفير المسجد الأقصى.
وقبل ذلك، اعتبرت الحركة في بيان للمتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع أن "التصعيد في المسجد الأقصى يمثل صاعق تفجير وستتحمل حكومة الاحتلال نتائج ذلك"، مشددا على أن "الشعب الفلسطيني سيتصدى ببسالة لهذه الحماقات والاستفزازات ولن يسمح بتمرير مخططات الاحتلال".
ومساء أمس، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد: "يجب ألا يصعد بن غفير إلى جبل الهيكل، فهذا استفزاز سيؤدي إلى عنف سيعرض حياة الناس للخطر ويودي بحياة أشخاص".
وأضاف لابيد في تغريدة بحسابه على "تويتر": "رغم أن بيبي (رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو) ضعيف، عليه هذه المرة أن يقف ويخبره - لا تصعد إلى جبل الهيكل لأن الناس سيموتون".
ولطالما أشعل بن غفير توترات جارفة في المدينة المقدسة بعد اقتحامات سابقة للمسجد قاد خلالها عشرات المستوطنين، كما تسبب اقتحامه لحي الشيخ جراح بالمدينة في مواجهات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين من جهة وسكان الحي الفلسطينيين.
والخميس الماضي، أدت الحكومة الإسرائيلية التي شكلها نتنياهو اليمين الدستورية في الكنيست، بعد الانتخابات التي شهدتها إسرائيل مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويقود زعيم حزب الليكود نتنياهو (73 عاما) إسرائيل على رأس ائتلاف حكومي يضم أحزابا قومية ودينية من أقصى اليمين، وسط مخاوف من نهجها فيما يتعلق بملفات عدة لاسيما الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة ومن ضمنها القدس والأقلية العربية في إسرائيل.