لكن صحيفة "لوموند" الفرنسية، نقلت عن عدة مصادر أن قرار "الطرد" مرتبط جزئيًا برسالة أرسلها لوك هاليد إلى المواطنين الفرنسيين في كودوغو في 12 ديسمبر 2022.
ولفتت الصحيفة إلى أن السفير دعا في هذه الرسالة، و"بإصرار" مواطنيه الذين يعيشون بتلك المدينة، الواقعة على بعد 100 كم غرب واغادوغو، إلى "الانتقال للعاصمة أو لـ بوبو ديولاسو، جنوب غربي البلاد.
وقالت الصحيفة: "وفقًا لمعلوماتنا، بعد قراءة هذه الرسالة، استدعت وزارة الشؤون الخارجية في بوركينا فاسو السفير الفرنسي، كما هو معتاد عند نشوء نزاع على المستوى الدبلوماسي".
يشار إلى أن طرد هاليد يأتي بعد أقل من شهر من إعلان وزارة خارجية بوركينا فاسو أن المنسقة المقيمة للأمم المتحدة باربرا مانزي شخصية غير مرغوب فيها وطلبت منها مغادرة البلاد على الفور دون إبداء أي سبب رسمي.
وتتزايد المشاعر المعادية للفرنسيين في المستعمرة الفرنسية السابقة منذ أن استولى زعيم المجلس العسكري الجديد إبراهيم تراوري، على السلطة في سبتمبر/ أيلول، حيث كان تراوري أكثر انفتاحا بشكل علني على العمل مع دول أخرى، ولا سيما روسيا.
وكانت القوات الفرنسية قد غادرت مالي العام الماضي بعد توتر العلاقات مع المجلس العسكري هناك، ولا يزال لدى الفرنسيين عدة مئات من القوات الخاصة المتمركزة في بوركينا فاسو.
وخلال العام الماضي، شهدت بوركينا فاسو عددًا من الأزمات السياسية، حيث تمت الإطاحة بحكومتين على مدار تسعة أشهر، وفي أكتوبر/ تشرين الأول، أدى إبراهيم تراوري اليمين الدستورية كرئيس للحكومة الانتقالية لبوركينا فاسو أمام المجلس الدستوري للبلاد.
في أواخر سبتمبر، أفادت وسائل الإعلام في بوركينا فاسو أن المقدم بول هنري سانداوغو داميبا، زعيم الحكومة المؤقتة الذي وصل إلى السلطة من خلال انقلاب في وقت سابق من هذا العام، تمت الإطاحة به من قبل مجموعة من الضباط العسكريين بقيادة تراوري فيما أصبح الانقلاب العسكري الثاني في البلاد في ثمانية أشهر.